يرى البابا غريغوريوس (الكبير)
أن الأسنان هنا تشير إلى الحواس الداخلية التي تمضغ ما يشغل الذهن، وتقدمه لبطن الذاكرة. [لذلك بحق قيل: "كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه" (إر 31: 30). ما هو الحصرم إلا الخطية؟ الحصرم هو ثمرة قبل الأوان. فمن يشتهي أن يشبع بملذات الحياة الحاضرة يكون كمن يُسرع فيأكل ثمرة قبل أوانها. لهذا فإن أسنان من يأكل الحصرم تضرس، بمعنى أنه وهو يقتات ببهجة الحياة الحاضرة تكون له إدراكات عاجزة عن الأكل، أي تعجز عن إدراك الروحيات. لذات السبب إذ يبتهجون بالأمور الخارجية يصيرون متبلدي الحس من جهة الأمور الداخلية، وبينما تقتات النفس على الخطية، تعجز عن أن تأكل خبز البرّ. وإذ ترتبط الأسنان بعادة الخطية لن يمكنها أن تمضغ ذلك الصلاح لتستمع في الداخل.]