منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 03 - 2023, 03:33 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,321

أيوب | عتاب مع الله


عتاب مع الله

لِمَاذَا آخُذُ لَحْمِي بِأَسْنَانِي،
وَأَضَعُ نَفْسِي فِي كَفِّي؟ [14]
لعل أيوب يود أن يبرز رغبته في الشهادة للحق تحت كل الظروف، ليس فقط عندما مُزق بسبب كوارثه، وإنما حتى إن مزق جسمه بأسنانه، وإن وضع نفسه على كفه ليسلمها للموت، هذا كله لن يجعله يصمت عن الكشف عن براءته في الرب، وعن خطأ تفسير أصدقائه للأحداث.
* إنها تعني: لماذا أدين نفسي بطريقة صارمة أمام البشر، أو أظهر ما يميل إليه قلبي مادام هذا ليس فيه بنيان قريبي، سواء بإدانة شروري أو إبراز صلاحي؟
البابا غريغوريوس (الكبير)
* يقول: إنني أكون مثل هؤلاء الذين لهم تعزية بافتراسهم لأنفسهم؛ مثل أولئك الذين يعضون أجسامهم بشدة، مختبرين نوعًا من تخفيف آلامهم، هذا ما يحدث معي عندما أعبِّر عن نفسي بهذه الطريقة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* هذا هو السبب أنه يأخذ لحمه بأسنانه، كلماتهم الباطلة المثيرة. إنه يتكلم في غضبٍ، ويود أن يهدئ من نفسه.
الأب هيسيخيوس الأورشليمي
يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن الأسنان هنا تشير إلى الحواس الداخلية التي تمضغ ما يشغل الذهن، وتقدمه لبطن الذاكرة. [لذلك بحق قيل: "كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه" (إر 31: 30). ما هو الحصرم إلا الخطية؟ الحصرم هو ثمرة قبل الأوان. فمن يشتهي أن يشبع بملذات الحياة الحاضرة يكون كمن يُسرع فيأكل ثمرة قبل أوانها. لهذا فإن أسنان من يأكل الحصرم تضرس، بمعنى أنه وهو يقتات ببهجة الحياة الحاضرة تكون له إدراكات عاجزة عن الأكل، أي تعجز عن إدراك الروحيات. لذات السبب إذ يبتهجون بالأمور الخارجية يصيرون متبلدي الحس من جهة الأمور الداخلية، وبينما تقتات النفس على الخطية، تعجز عن أن تأكل خبز البرّ. وإذ ترتبط الأسنان بعادة الخطية لن يمكنها أن تمضغ ذلك الصلاح لتستمع في الداخل.]
كأن أيوب وقد أراد أن يأخذ الأمور الخارجية (لحمه) بمفاهيم روحية، يمضغها بأسنان روحه ليتمتع بالملذات الروحية التي لا يقبلها أصدقاؤه، لأنهم يطلبون مجد العالم وملذات الجسد. يقاومونه ويطلبون هلاكه، لأن الجسدانيين لا يطيقون الروحيين.


هُوَذَا يَقْتُلُنِي.
لاَ أَنْتَظِرُ شَيْئًا.
فَقَطْ أُزَكِّي طَرِيقِي قُدَّامَهُ [15].
اعتزم أيوب على التمسك بطريقه، ولم يشأ قط أن يتخلى عن الراحة التي وجدها في السير باستقامة مع الله مهما بلغت ضيقاته، ولو إلى الموت. فيقول مع حزقيا: "آه يا رب. أذكر كيف سرت أمامك بالأمانة وبقلبٍ سليم؟" (2 مل 20: 3). حتى وإن دفعت بي التجارب إلى قتلي، فإني أبقى واثقًا فيه، أو مملوء رجاءً فيه، لكي أتزكى أمامه. إني صديقه وهو صديقي، لن أتخلى عن الالتصاق به، حتى وإن بدا كعدوٍ لي يسلمني للتجارب حتى الموت.
* "وإن كان يقتلني إلا إني أثق فيه" [15]... يكون الإنسان بالحق صابرًا عندما تحلّ به الكوارث... بهنا يتميز الذهن البار عن الشرير؛ ففي وسط الضيق، يعرف الأول أن المجد لله القدير لا يهتز مع الأحداث العالمية، فلا ينهار مع انهيار المجد الخارجي، بل بالحري يؤكد أنه يكون أكثر قوة عندما يفقد الخيرات الزمنية.
البابا غريغوريوس (الكبير)
* "لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضًا" (2 كو 1: 5)... إنه يسمو بنفوسنا حاسبًا هذه الآلام خاصة به، فأي فرح يشملنا أن نكون شركاء المسيح، من أجله نتألم! بالإيمان ندرك الميلاد الجديد والقيامة. فالذين يؤمنون بيسوع المُقام حقًا، يلزمهم أن يقدموا أنفسهم للآلام. والذين لهم شركة في آلامه، يقومون معه أيضًا. "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات" (في 3: 10).
* الإنسان المحب الملتصق بالله على الدوام لا تؤذيه الأمواج مهما كثرت، بل على العكس يخرج منها بقوةٍ جديدةٍ. أما الإنسان الضعيف المتخاذل فإنه يسقط كثيرًا حتى ولو لم يوجد ما يضايقه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إن كان كلما كثرت آلام المسيح هكذا أيضًا تزداد التعزية بالمسيح فلنرحب بآلام المسيح المشجّعة. ولتفض فينا، إن كنا بالحق نطلب التعزية الفيّاضة التي بها يتعزّى كل الحزانى، وإن كانت ليست متشابهة بالنسبة لكل واحدٍ. فلو أن التعزية متشابهة لكل أحدٍ ما كان قد كتب أنه كلما كثرت آلام المسيح فينا، هكذا تكثر التعزية بالمسيح جدًا. الذين يشتركون في الآلام سيشتركون أيضًا في التعزية حسب شركتهم في آلام المسيح.
العلامة أوريجينوس

فَهَذَا يَعُودُ إِلَى خَلاَصِي،
أَنَّ الْفَاجِر َ(المرائي) لاَ يَأْتِي قُدَّامَهُ [16].
لا يقصد هنا الخلاص الوقتي، فقد كان رجاؤه في الخلاص من تجاربه في هذا العالم وعودته إلى ما كان عليه يكاد يكون معدومًا، لكنه يترجى خلاصه الأبدي حيث يلتقي مع الله، ويراه وجهًا لوجه. أما سرّ ثقته في خلاصه الأبدي، فهو أنه يعلم بأن علاقته بالله ليس فيها رياء ولا انحراف، فالله لا يلتصق بالمرائيين، ولن يسمح لهم بالوقوف أمامه يتمتعون بمجده.
* "فإن المرائي (الفاجر) لا يأتي قدامه" [16]... يلزمنا أن نضع في أذهاننا أننا نأتي أمام الرب بطريقين.
نحاسب أنفسنا على معاصينا هنا ونحكم عليها أمامه ونعاقبها بالبكاء. فإننا في أي وقت نذكر إدراكنا لقوة خالقنا، نكون كمن يقف أمامه. هكذا حسنًا قال إيليا رجل الله: "حي هو الرب إله إسرائيل الذي أقف أمامه.
والطريق الآخر هو أن نأتي أمام الله عندما نُحضر أنفسنا أمام منبره فقط في الدينونة الأخيرة. هكذا فإن المرائي - في الحساب الأخير - يأتي أمام الديان، لكنه إذ يغمض عينيه عن التطلع إلى خطاياه هنا وانتحابها، يرفض أن يأتي أمام الرب.... وإذ يفسد ذهنه بكلمات المديح الموجهة إليه، لن يستدعيه للتعرف على الخطية، ولا يدرك أنه يعارض الديان الداخلي، ولا يخشى حزمه... بهذا لا تتجه عيناه إلى حزم الله، إذ يطمع في أن يبهج عيون الناس.
* "لكنني أوبخ طرقي قدامه، سيكون هو خلاصي" [15] يقول بولس الرسول: "لأننا لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا" (1 كو 11: 31). يكون الرب خلاصنا قدر ما نوبخ خطايانا بمخافة الله.
البابا غريغوريوس (الكبير)
* سأحكم على نفسي، حتى لا يحكم عليّ ذاك الذي فيما بعد سيدين الأحياء والأموات (2 مك 7: 18- 19).
القديس أغسطينوس
* "تأمل إذن ذاتك" حتى تبلغ معاينة الله.
القديس باسيليوس الكبير
* ليكن هذا هو اهتمامك الأول ألا تخدع نفسك.
القديس ميليتو أسقف ساردس
* الرياء أمر مكروه لدى الله، وممقوت من الناس، لا يجلب مكافأة، ولا يصلح قط في خلاص النفس بل بالحري يهلكها.
إن كان أحد يهرب بالرياء لئلا يُكتشف أمره، فإلى حين، إذ لا يدوم كثيرًا، بل ينكشف كل شيء، فيجلب على صاحبه عارًا. وهكذا يكون أشبه بامرأة قبيحة المنظر، تُنزَع عنها زينتها الخارجيَّة التي وُضعت لها بطرق صناعيَّة.
الرياء إذن غريب عن القدِّيسين، إذ يستحيل أن يفلت شيء مما نفعله أو نقوله من عيني اللاهوت، إذقيل: "ليس مكتوم لن يُستعلن، ولا خفي لا يُعرف" (لو 12: 2). فإن كانت كل كلماتنا وأعمالنا ستُعلن في يوم الدينونة، فالرياء مُتعب وبلا منفعة. يليق بنا أن نتزكَّى كعابدين حقيقيِّين نخدم الله بملامح صادقة وصريحة .
القديس كيرلس الكبير

سَمْعًا اسْمَعُوا أَقْوَالِي،
وَتَصْرِيحِي بِمَسَامِعِكُمْ [17].
يعود فيدعوهم أن يكفوا عن الاتهامات ويصغوا بآذانهم، حتى يتمتعوا معه باللقاء مع الله خلال الإخلاص والنقاوة والحب.
يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن أيوب يكرر كلمة "اسمعوا"، إذ يريدهم ألا يسمعوا بأذانهم الخارجية فحسب، وإنما أن ينصتوا بأذانهم الداخلية أيضًا حتى يفهموا أعماق كلماته بطريقة روحية.

هَأنَذَا قَدْ أَحْسَنْتُ الدَّعْوَى.
أَعْلَمُ أَنِّي أَتَبَرَّرُ [18].
إنه ليس في حاجة إلى شهادتهم، فقد أحسن الدعوى أمام الله، وقدم له إخلاص ضميره ونقاوة قلبه فيتمتع بالبراءة خلال نعمة الله.
* "ها أنا قريب جدًا من حكمي، أعلم إنني سأوجد بارًا". هذا هو الحكم الذي يقال عنه في سفر آخر: "سيظهر برَّكم كالنور، وحكمكم كالظهيرة". لكنه لم يقل: "أنا بالفعل هكذا"، بل "أنا قريب جدًا". فإن كان حكمه الذي يعنيه لم يكن هكذا كما اختبره، إنما سيكون هكذا في اليوم الأخير، حيث يُدان الكل، فيوجدون أبرارًا هؤلاء الذين يصلون بإخلاص: "اغفر لنا ما علينا، كما نغفر نحن لمن لنا عليهم" (مت 6:12). فخلال هذه المغفرة يوجدون أبرارًا، إذ تُمحى الخطايا التي ارتكبوها هنا وذلك بأعمال المحبة التي مارسوها (بغفرانهم للغير).
القديس أغسطينوس
* "ها أنا قريب من ديَّاني". يليق بالخصم أن يبكم لسانه، وإنما الديان هو الذي يتكلم...
* "أنا أعرف إنني سأظهر بارًا"، فإنني قد تممت كل الناموس، ونفذت كل الوصايا. لم أبالِ بخطاياي غير المعروفة، وتلك التي ارتكبتها بإرادتي، فقد غسلتها بالصلاة والدموع. "إني أعرف إنني سأظهر بارًا". بالرغم من أن العدو يرغب في إخفاء بري بإثارة أصحابي لاتهامي، فإنني حتى في هذا سأظهر بارًا، بينما حجاب هذه الحياة الحاضرة سيُفتح، بينما سُحب حال هذه الحياة فاسدة، لكنني حتى الآن أظهر بارًا مادام صبري قائمًا حتى النهاية، وسأظهر شجاعة في التجارب حتى المنتهى.
الأب هيسيخيوس الأورشليمي
يري البابا غريغوريوس (الكبير)أن ما قاله الطوباوي أيوب عن نفسه يحمل تواضعًا، فقد شهد الله نفسه عنه أنه ليس مثله على الأرض، وشتان بين شهادة الله له وبين قول أيوب عن نفسه في جداله مع أصدقائه الذين صاروا متهمين له بأنه بار. لقد رفض أن يصف نفسه أنه أعظم من غيره، مكتفيًا بتبرير نفسه من اتهامات أصحابه له.


مَنْ هُوَ الَّذِي يُخَاصِمُنِي،
حَتَّى أَصْمُتَ الآنَ، وَأُسْلِمَ الرُّوحَ؟ [19]
في يقين بمراحم الله المتسعة للمؤمنين المخلصين لا يبالي بخصومتهم، ولا يخشى التأديب الإلهي، إنما في طمأنينة يسلم روحه ويجد راحة أبدية.
يقدم لنا أيوب صورة حية للمسيحي الذي يتمتع برؤيا صادقة لعمل الصليب في حياته، كيف حرره من إبليس خصمه، وشهَّر به، فصار العدو تحت قدميه. بهذا لا يخاف منه ولا يرتعب، بل يسخر به.
* إذ رأى في تصرفاته الخارجية ليس من إمكانية لأن يلومه أحد لهذا بكل حرية يتطلع نحو أي متهم له.
البابا غريغوريوس (الكبير)
* تسقط الأرواح في الحزن، وإذ تريد هلاكنا تهلك هي بواسطتنا بنفس التهلكة التي يرغبونها لنا. ولكن لا تعني هزيمتهم أنهم يتركوننا بغير رجعة...
إذ تهلك قواهم ويفشلون في صراعهم معنا، نقول: "فليخزَ وليخجل الذين يطلبون نفسي لإهلاكها، ليرتد إلى الوراء ويخز المسرورون بأذيتي" (مز 40: 14). وأيضًا يقول إرميا: "ليخز طارديّ ولا أخزَ أنا، ليرتعبوا هم ولا أرتعب أنا، أجلب عليهم يوم الشر واسحقهم سحقًا مضاعفًا" (إر 17: 18)، إذ لا يقدر أحد أن يشك في أنه متى انتصرنا عليهم يهلكون هلاكًا مضاعفًا.
الأب سيرينوس
* إن قلت إن القوة المضادة قوية جدًا، وإن للشر سيادة كاملة على الإنسان، فإنك بهذا تنسب لله الظلم حينما يدين البشر بسبب خضوعهم للشيطان، لأن الشيطان قوي جدًا ويُخضع البشرية بقوة لا تُقاوم. بهذا تجعل الشيطان أعظم وأقوى من النفس، ثم تقول لي لا تخضع للشيطان. هذا مثل معركة بين شاب وطفل صغير، فإذ ينهزم الطفل يُدان على هزيمته. هذا ظلم عظيم!
القديس مقاريوس الكبير
* أفكار الشيطان هي مجرد تصور عقلي محض لشيء (أو عمل) شرير والذي يُمكَّنه من التملك علينا أو حتى مجرد الاقتراب إلى عقلنا هو ضعف إيماننا. لأننا بعدما تسلِّمنا الوصية لنطرح عنا كل الارتباكات ونحفظ قلوبنا في يقظة كاملة (أم 23:4)، ونطلب ملكوت الله الذي هو في داخلنا، إذ تخلى العقل عن القلب وعن الغرض الذي نسعى إليه، بهذا أفسحنا المجال في الحال لتخيلات الشيطان، وصار العقل متساهلًا في قبول أي مشورة شريرة.
حتى إلى هذا الحد، ليس للشيطان أي سلطان أن يحرك أفكارنا وإلا ما كان يرحمنا بل كان يدس لنا كل أنواع الأفكار الشريرة ولا يسمح لنا بأي صلاح. إنما قدرته محصورة في مجرد تقديم مشورة كاذبة في بدء كل فكر، ليختبر أي جهة يميل إليها قلبنا: هل يميل إلى مشورته أم إلى مشورة اللّه؟ لأنهما نقيضان.
القديس مرقس الناسك
* نخرج من بيت أبينا القديم... إذ كنا بالطبيعة أبناء غضب كالباقين أيضًا، مثبتين أنظارنا تجاه العلويات.
القديس بفنوتيوس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عتاب الى الله - لماذا تتاخر يارب
أيوب | عتاب جريء أو مدافع في المحكمة!
عزيزي الله لي عليك عتاب
عتاب بينى .وبين الله
عتاب من الله


الساعة الآن 03:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024