رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تفسر وثوق العلاقة بين البابا كيرلس والرئيس عبد الناصر الذي تردد أنه كان سيترأس جماعة الإخوان قبل الثورة بوقت قصير؟ أولا نتفق بوضوح على أن مسألة نية الرئيس جمال عبدالناصر لترأس جماعة الإخوان.. هذه كذبة وأمر غير حقيقي، وأعتقد أن من يرددون هذه الأقاويل لم يقرأوا ولم يفهموا المذكرات التي تقول أن الرئيس بالفعل التحق بالجماعة، ولكنه خرج منها بعد أن تعرف على أفكارها وأهدافها. أما مسألة وثوق العلاقة بين الرئيس جمال عبدالناصر والبابا كيرلس.. فأرى أنها كانت ترتكز في رؤية الرئيس على الوطنية المصرية في إطار مشروعه السياسي، والدليل على ذلك، هو تأسيسه لفكرة أن تكون مصر محور سياسي.. بداية من الدائرة العربية، مرورا بالدائرة الإسلامية، وصولًا إلى دائرة دول عدم الانحياز، بالإضافة إلى الدائرة المسيحية فيما بعد - خاصة لِما للكنيسة المصرية من تأثير روحي وديني كبير في بعض الدول الإفريقية الهامة، وهو ما ظهر من خلال تبرعه المادي وتدعيمه المعنوي لبناء أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط وإفريقيا لتكون مركزاً للأرثوذكسية المسيحية، ومقراً للبابا المصري.. القطب الموازي دينياً للمسيحية الغربية (الفاتيكان)، وهي الدائرة التي لم تكتمل في عهده. وهو ما يؤكد أن الوصف الدقيق لعلاقة الكنيسة والدولة في عهد جمال عبدالناصر كانت بمثابة تعبير عن اتجاه الدولة في التعبئة السياسية.. من خلال التعامل المباشر بينها وبين المؤسسة الدينية المسيحية للوصول لحالة التناغم مع طبيعة المرحلة.. التي وظفت الدين توظيفاً سياسياً في تعبئة وحشد المجتمع للتبرير السياسي للخطاب الناصري. |
|