رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تشير عبارة "صامَ" الى الإمساك عن الطعام. ولم يَرد الصوم لفظاً في أسفار موسى الخمسة ولكن كان يوم واحد معين للصوم وهو "يَومُ التَّكْفير"، يوم الكفارة (الاحبار 16: 29) وكان اليهود ينقطعون عن الطعام غالباً من غروب الشمس إلى الغروب التالي. وكانوا يلبسون المسح على أجسادهم وينثرون الرماد على رؤوسهم ويتركون أيديهم غير مغسولة ورؤوسهم غير مدهونة. وكانوا يصرخون ويتضرعون ويبكون (أشعيا 22: 12). لكن يسوع اظهر في صيامه انه في اقصى ضعفه يستطيع ان يجابه ويقهر ابليس في اقوى حالاته. أمَّا عبارة "أَربَعينَ " فتشير إلى عمر جيل كامل وهي فترة زمنية طويلة يعقبها خير أو عقوبة كما هو واضح من كلام الله لنوح " إِنَّني، بَعدَ سَبعَةِ الأُمٍ، مُمطِرٌ على الأَرضِ أَربَعينَ يَومًا وأَربَعينَ لَيلَةً، وماحٍ عن وَجهِ الأَرضِ كُلَّ كائِنٍ صَنَعتُه " (التكوين 7: 4)، فجاء الطوفان. وتشير إلى الوقت الذي قضاه موسى على الجبل " أَقامَ موسى هُناكَ عِندَ الرَّبِّ أَربَعينَ يَوماً وأَربَعينَ لَيلَةً"(خروج 34: 28) ليستلم شريعة العهد القديم. وتشير أيضا الى الأربعين سنة التي قضاها إسرائيل في البرية " وبَنوكم يَكونونَ رعاةً في البَرِّيَّةِ أَربَعينَ سَنةً " (عدد 14: 34)، وتشير إليها مسيرة إيليا أربعين يوما "فقامَ وأكَلَ وشَرِبَ وسارَ بِقُوَّةِ تِلكَ الأَكلَةِ أَربَعينَ يَومًا وأربَعينَ لَيلَةً إلى جَبَلِ اللهِ حوريب" (1ملوك 19: 8). بعد ان صام يسوع أربعين نهاراً وأربعين ليلة بدأ إعلان بشارة الإنجيل. وقد أخذت بعض الكنائس من حياة السيد ورفيقيه في التجلي موسى وإيليا هذه الفترة الأربعينية وجعلت الصوم الأربعيني السابق لعيد الفصح قانوناً وذلك في المجمع الخامس ثم في السادس المنعقد في السنة الـ 682. أمَّا القديس أوغسطينوس فيرى في رقم 40 معنى رمزيًا، "أن رقم 40 يحوي رقم "عشرة" أربع مرّات، ولما كان رقم 10 يُشير إلى كمال تطويبنا أو إلى المعرفة (3 = معرفة الله و7 = معرفة الانسان الكاملة) و"أربعة" تُشير إلى الزمن (صيف وشتاء وخريف وربيع)، فإن رقم 40 يُشير إلى كمال زماننا في حياة مطوّبة ومملوءة معرفة". |
|