رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَاسْأَلِ الْبَهَائِمَ فَتُعَلِّمَكَ، وَطُيُورَ السَّمَاءِ فَتُخْبِرَكَ [7]. يظهر أيوب ما حسبه هؤلاء الثلاثة حكمة يفتخرون بها ليست إلا معرفة طبيعية تُعَلِّم بها كل الخليقة، حتى البهائم وطيور السماء. * يقول: اسأل حتى الذين بلا نطق (أي 12: 7)، فقد تنقصهم اللغة، لكنهم يشيرون بطريق طبيعي، إذ يعرفون خالقهم، ويعترفون بأنه صانعهم، وأنه سرّ وجودهم. الآن اسأل البهائم بأمر منْ تكلم حمار بلعام (عد 22: 26)؟ هكذا اسأل طيور السماء: لماذا قاتَ الغربان إيليا (1 مل 17: 4-6)؟ الأب هيسيخيوس الأورشليمي * إذا كنت في حدود الليل تتأمَّل الجمال الأخَّاذ الذي للنجوم. فإنك ترى الفنَّان الذي صمَّمها وزيَّن السماء بهذه الورود. إذ كنت في الصباح المبكِّر، تتعلَّم عن عجائب النهار، وخلال الأشياء المنظورة تصل إلى غير المنظور. * ليكن بهاء هذه الأشياء المنظورة مدعاة لنا لفهم غير المنظور والذي هو فوق كل جمال أرضي. ولترفعنا روعة هذه المحسوسات المحدودة إلى إدراك سمو من هو سرمدي غير محدود ذو جبروت يتخطى مدارك عقولنا وإفهامنا. * هل عبر اليوم؟ أشكر ذاك الذي قدم لنا الشمس لخدمة عملنا النهاري، ويهبنا نارًا لكي تنير الليل وتخدم احتياجاتنا الأخرى في الحياة. ليت الليل أيضًا يوحي لنا بما يدفعنا للصلاة. عندما تتطلع إلى السماء وترى جمال النجوم صلِّ إلى رب كل الأشياء المنظورة، خالق المسكونة الذي بحكمة صنع الكل (مز 104:24). وعندما ترى كل الطبيعة تغُط في النوم، مرة أخرى أسجد لذاك الذي حتى بغير إرادتنا يعتقنا من ضغط العمل المستمر، وبفترة راحة صغيرة يردنا مرة أخرى إلى نشاط قوتنا. لا تسمح لليل بأكمله إن يكون للنوِم لا تسمح لنصف عمرك أن ينقضي بلا فائدة في نوم ببلادة وسباتٍ. بل قسم وقت الليل بين النوم والصلاة. وليكن نومك الخفيف ذاته تداريب للتقوى. فإن أحلامنا أثناء النوم غالبًا ما تكون انعكاسات لأفكارنا في النهار. القديس باسيليوس الكبير |
|