طوبى لمن يتعلم من شاول الطرسوسي أن السعادة لا تأتي من السلطة، وامتلاك القوة، ولا حتى من مجرد التدين الظاهري المقيت (فيلبي٣: ٧). عرَّف بولس الرسول الأولوية في حياته: «وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيلبي٣: ١٣، ١٤). علاقة بولس بالمسيح كانت هي الأولوية في حياته. علاقته بخالقه ومخلصه كانت أهم عنده من نفسه. كل ما يشغل اهتمامات بولس كان المسيح وخدمته. كل ما كان يتحكم في قراراته وتنقلاته واحتماله للمشقات كان ينبع من محبته للمسيح، وما يؤل لمجد اسمه وحده. بهذه الطريقة عاش الرسول بولس، وكل رجال الله الأتقياء. لم يهتموا بما عندهم، ولم يشغلوا بالهم بما ينقصهم. كل ما كان يشغلهم أن يعيشوا لله، متكلين عليه، سائرين معه دون غيره.