رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من وحي أيوب 10 أنت هو أبديتي! * إذ تحصرني الضيقات أشعر بمرارة وضيق. أكره حياتي، مشتهيًا الموت. يملأ القلق أعماقي، ويهتز كل كياني الداخلي. اصرخ مع أيوب: قد كَرَهت نفسي حياتي. حقًا في ضعفي كثيرا ما اشتهيت الموت. كثيرا ما تعجبت لماذا خلقتني. لكن إذ أرفع عيني إليك، في وسط تجاربي لن أنسى إني صنع يديك. في وسط تأديباتي لن أتجاهل رعايتك الدائمة لي. أنت حب، كلك حكمة وكلك أبوة وحب! أتطلع إليك فتحملني وسط تأديباتي إلى أحضانك. اذكر أبوتك، فأنسى كل متاعبي. أدرك بالحق خطاياي الخفية، عوض التفكير في الضيق تضيق نفسي بآثامي. عوض اشتهاء الموت، أطلب نعمتك الغافرة للخطايا. عوض التذمر أستذنب نفسي. أعترف بخطاياي الآن، حتى تسترني في يوم الدين. أنفضح أمام نفسي، فأستتر ببرِّك. تتحول الضيقة إلى طمأنينة، حيث أختفي فيك، وأتحصن بك، يا ملجأ حياتي. عوض ثقل الضيقات التي تحطم النفس، أتمتع بثقل مجدٍ أبديٍ يرفع نفسي إلى السماويات. أنسى كل ألمٍ، بل وأشتهيه، فهو طريق الشركة معك في الصلب، كما في مجد القيامة. * في ضيقتي ووسط آلامي أدرك إني خاطي. لكنني محتاج إلى روحك القدوس ينير بصيرتي، أعرف خطيتي واكتشفها، فأعترف لك بها. أبغضها، وأصرخ إليك لتسندني نعمتك، فأهرب منها. من يفضح نفسي أمامي غير نورك يا رب. لتشرق عليّ، فأدرك ضعفاتي، وأترجى بتهليلٍ غنى حبك الغافر لكل خطاياي! هب لي أن أحاكم نفسي هنا، فلا تحكم عليّ يوم مجيئك! * في ضعفي ابتلعت الآلام نفسي، حسبتك قد تركت الأشرار يهلكونني. لكنني إذ أرفع عيني إليك، أدرك أنك لم تسمح لي بضيقٍ فوق احتمالي. بحبك تضع حدودًا للضيقة فلا تتعداها. وبنعمتك تهبني عطية الاحتمال بفرحٍ، وتسكب عليّ ثمر الروح، الصبر، طريقًا للعبور إلى الأمجاد. حقًا إنك لا تترك عصا الأشرار تستقر على الصديقين. إنما خلالها تزكيهم، وتعبر بهم إلى الأبدية. * إلهي، أنت عارف أعماقي، أنت خالق الزمن، وأنت فوق الزمن. لستَ محتاجًا أن تفحصني بالتجارب. ففي ضعفي أخشى ضغطات العدو عليّ. لئلا ينحرف بي إلى الشر! إني ألجأ إليك كي تحفظني منه! * إلهي اعترف لك إني خاطي. بنعمتك أصرخ مع الرسول بطرس: أنت تعلم يا رب إني أحبك. لست أريد أن أقاومك، ولا أن أعصاك. لكن هذا لن يبررني، فإني ضعيف. أسندني بنعمتك، فأحمل بٌرك. * حقًا إني أئن من جسدي، لكنه هو من صُنع يديك الصالحتين. لتبدد الفساد الذي تسلل إليه، ولتقدس الجسد الذي خلقته، وتود أن تمجده! وأنت هو الكلمة الأزلي صرت جسدًا، لكي بتجسدك تقدس كل كياني. فلا أستخف بالجسد، إذ هو شريك للنفس في المجد! لك المجد يا من تكرم أجسادنا فيك! كرَّمت جسدي، لأنه من صنع يديك! وإذ أهنته أنا بخطاياي، تجسدت أنت لتمجد ما خلقته! * إني صنع يديك، أنت تعتز بي! إني واثق من عنايتك الفائقة، مهما ثارت الأمواج ضدي. لكن يبقى فكرى في ضعفه، عاجزًا عن إدراك حكمتك! أكشف لي عن سرّ محبتك، فلا أتعثر! عرفني أحكامك، فألهج في حبك! * عجيب أنت في رعايتك لي، فإني إن أخطأت تراقبني، كي لا انحرف بالأكثر، تقودني بعصا التأديب، لكي لا أسقط في جب الذئاب. تجتنذبني بالحب المملوء حزمًا، والحزم المملوء ترفقًا! * سرعان ما أتطلع إلى صليبك، وأعبر معك إلى قبرك يا مخلصي. فيصير الموت لي لا عن يأس وقنوط، بل شركة حب لمن مات من أجلي، بل أشتهي أن أموت معك حبًا فيك وفي محبوبيك. لا أتطلع بعد إلى سني حياتي، لكني أترقب خلاص العالم كله! لا أخشى الأحداث، لكني أتهلل بخلاص الكثيرين! عجيب أنت في حبك، يا من تحول حتى الموت إلى عطية مفرحة! * لن انشغل بعد بضيقاتي. لن اصرخ بعد في غباوة، قائلًا: ارفع يدك عني، فقد غصت في وسط مرارتي لن اصرخ إليك كجاهل، حاسبًا أن الموت راحة لي من أتعابي. * لتشرق يا شمس البرّ عليّ وعلى البشرية، فتبدد ظلمة أفكارنا، وتخرجنا من قبورنا الداخلية، وتحول عظامنا الجافة إلى جيش عظيم جدًا جدًا. لأنعم مع حزقيال برؤيا قيامة البشرية بك (حز 38) فلا تكون في حياتي ظلمة، ولن أعاني بعد من ليل! بل في نورك أدرك أسرار خلاصك، وانعم ببهجة معرفة تدبيرك العجيب. وأصير دوما ابن النور، وابن النهار! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لن يقدر أن يحطم أبديتي المجيدة |
بالصليب ضمن أبديتي..... ووهب لي الحياة |
باسم يوسف عقب استقالة "متحدثي الرئاسة": اثبت يا مرسي باكينام لسه معاك |
ليه تضيع أبديتى علشان أساءة |
هدفى هو أبديتى |