رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يرى أيوب أن الحل الوحيد هو التفكير في المصير المحتوم. كأنه يقول لله: إن كنت لا تقدر أن تقدم لي أسسًا مقنعة لتعاملك هكذا مع شخصٍ بريء مثلي [2-3]، وإذ لا يمكنك أنك تُخدع كما قد يُخدع القضاة البشريون [4-5]، فهل قررت منذ البداية أن تعاملني كخاطئ، سواء كنتُ مذنبًا أم غير مذنب؟ هل كُتب عليَّ المصير الزمني بالدمار [6-7]؟ ولكن كيف يمكن أن يتفق هذا مع معجزة خلقتي عندما كونتني من التراب إلى لحمٍ وعظام؟ [8-11] فإنك حتى الآن لازلت تهبني الحياة وترعاني [12]، لكن يبدو أنك من البداية وضعت المصير الخفي بتدمير كل ما أعطيتني إياه [13]، بغض النظر إن كنتُ صالحًا أو شريرًا [14-15]، حتى وإن كنت قادرًا أن ارتفع لأبرهن على براءتي، فقد صممت أن تصطادني وتسكب عليّ آلام وأحزان، لكي تشهد على ذنبي أمام أعين العالم [16-17]. بالتأكيد كان الأفضل أنني لم أكن قد وُلدت عن أن أبقى حيًا [18-19]. لكن إذ أنا حيّ، فحياتي على الأكثر قصيرة هكذا، حيث تصوب عذاباتك عليّ، إذ سرعان ما يحل بي الموت، حيث الظلمة والمصير النهائي [20-21]. يكمل أيوب حديثه في الرد على بلدد، فمع تأكيده أن جميع الأبرار كما الأشرار يتعرضون للتجارب، لكن تحت ثقل النكبات صار يئن، وليس له أن يتبرر أمام الله إلا أنه يشكو من عجزه عن أن يرزح تحت المتاعب التي حلت به. كأن يتردد بين التزامه التسليم بين يدي الله، وبين ثقل الحمل وشهوة التخلص منه بالموت. |
|