رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأمل الحقيقي الأمَل هو بَصيص النُّور وَسطَ ظُلُمات هذهِ الدُّنيا، وهو يُعطي القُدرة على احتِمال الصُّعوبات، لأنَّ الإنسان يَتَأمَّل دائِماً بِغَدٍ أفضَل. فَعِندَ الغَرَق في بَحر الوُجود يَكون الأمَل هو خَشَبَة النَّجاة الوَحيدة. وهو الدَّافِع الأهَمّ للبَشَر لِكَي يَستَمِرُّوا وَسطَ الأزَمات. لذلك يُصبِح الأمَل الوَتَر الذي يَلعَب عليهِ المُعالِجون النَّفسِيُّون، وكُل شَخص يُريد أن يُعَزِّي الآخَر ويُشَجِّعهُ على الصَّبر، يُعطيهِ جُرعة من الأمَل. وحتَّى الشُّعَراء يَتَغَنَّونَ بِه عِندَما يُخالِجهُم شُعور بالضَّعف، ويُشَجِّعون الآخَرين بِكَلِماتِهِم. كَقَول الطّغرائي: “أُعَلِّلُ النَّفسَ بالآمالِ أرقُبُها، ما أضيَقَ العَيشَ لَولا فُسحَةُ الأمَلِ. وقَول اِبن الرُّومي: أَمَلي فيهِ لِيَأسي قاهِرُ، فَلِذا قَلبي عليهِ صابِرُ. الأمَل أيضاً هو مَوضوع بارِز في الكِتاب المُقَدَّس، إذ نَتَعَلَّم مِنهُ كيفَ نَثِق بِوُعود الله ونَنتَظِر حُدوثها. يَستَخدِم الكِتاب المُقَدَّس كَلِمات عَديدة لِوَصف الأمَل ومِنها: الرَّجاء، الاِنتِظار، وأحياناً الصَّبر، وذلكَ لأنَّ ما نَتَأمَّلهُ ونَرجوهُ من الرَّب، نَنتَظِرهُ ونَصبِر من أجلِهِ. وتُعَلِّمنا كَلِمَة الله أن نَأمل دائِماً بِتَدَخُّل الرَّب لِكَي يُغَيِّر الأحوال للأفضَل مَهما كانَت الظُّروف صَعبة. “انْتَظِرِ الرَّبَّ. تَقَوَّ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ. وَانْتَظِرِ الرَّبَّ دَائِماً.” (سِفر المَزامير 14:27) وتُعَلِّمنا أيضاً أنَّ الصَّبر والاِنتِظار سَيَأتي لنا بِنَتيجة مَهما طالَ الزَّمَن أو قَصُر: “انْتَظَرْتُ الرَّبَّ صَابِراً، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخَ اسْتِغَاثَتِي،” (سِفر المَزامير 1:40) من الطَّبيعي أن يَكون الأمَل مَوضوع اهتِمام في كَلِمَة الرَّب، لأنَّنا كَبَشَر لا نَزال نَعيش في هذا العالَم الشِّرِّير، ومن الآن إلى حين انتِقالنا إلى مَحضَر الله المُبارَك في الأمجاد السَّماوِيَّة، نَحتاج إلى الأمَل لِكَي نَستَطيع الاِستِمرار في العَيش. فالأمَل يُعَلِّمنا أن نَنتَظِر ونَتَوَقَّع تَدَخُّل الرَّب، يُعَلِّمنا الصَّبر الذي هو فَضيلة، ومن يَتَمَتَّع بِها يُظهِر نُضجاً رُوحِيّاً. يَستَخدِم الرَّب الصَّبر في حَياتِنا لِكَي يُعَلِّمنا دُروساً، لأنَّ التَّجارِب المُتَنَوِّعة التي نَمُرّ بِها في حَياتِنا تُعَلِّمنا أن نَثِق بالرَّب أكثَر، فَكَم مَرَّة اعتَقَدنا أنَّهُ تَرَكَنا وأنَّنا وَحدَنا، إلى أن أتى الوَقت ورَأينا يَد الرَّب تَقود دَفَّة حَياتنا. “فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، عَلَيْكُمْ أَنْ تَبْذُلُوا كُلَّ اجْتِهَادٍ وَنَشَاطٍ فِي مُمَارَسَةِ إِيمَانِكُمْ حَتَّى يُؤَدِّيَ بِكُمْ إِلَى الْفَضِيلَةِ. وَأَقْرِنُوا الْفَضِيلَةَ بِالتَّقَدُّمِ فِي الْمَعْرِفَةِ، وَالْمَعْرِفَةَ بِضَبْطِ النَّفْسِ، وَضَبْطَ النَّفْسِ بِالصَّبْرِ، وَالصَّبْرَ بِالتَّقْوَى، وَالتَّقْوَى بِالْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ، وَالْمَوَدَّةَ الأَخَوِيَّةَ بِالْمَحَبَّةِ.” (رِسالة بطرُس الرَّسول الثَّانِية 5:1-7) الصَّبر هو القوَّة على احتِمال التَّجارِب والضِّيقات بِدون تَذَمُّر. والصَّبر مَوصوف هُنا بالفَضيلة حَيثُ يقول جون ماك آرثر: “على رَأس المَزايا الأدَبِيَّة التي يَذكُرها بطرُس، كَلِمة كانَت تَعني في اليونانِيَّة الكلاسيكِيَّة، تِلكَ القُدرة المُعطاة من الله لإنجاز المَآثِر البُطولِيَّة… الصَّبر هو الفَضيلة التي تَستَطيع الاِحتِمال، لا بِمُجَرَّد إذعان، بَل بِرَجاء نابِض بالحَياة.” الأمَل في الكِتاب المُقَدَّس هو رَجاء مؤكَّد بأنَّ الأفضَل مَضمون دائِماً مع الرَّب، لأنَّ الذي وَعَدَ بذلك هو الله المُنَزَّه عن الكَذِب، والقادِر أن يُتَمِّم وُعودهُ لِلبَشَر. “فِيمَا نَنْتَظِرُ تَحْقِيقَ رَجَائِنَا السَّعِيدِ، ثُمَّ الظُّهُورَ العَلَنِيَّ لِمَجْدِ إِلَهِنَا وَمُخَلِّصِنَا الْعَظِيمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”. (رِسالة بولُس الرَّسول إلى تيطُس 13:2) الأمَل في الكِتاب المُقَدَّس هو رَجاء مؤكَّد بأنَّ الأفضَل مَضمون دائِماً مع الرَّب |
|