يقدم لنا القديس أمبروسيوس
مفهومًا رائعًا عن زحزحة الجبال وهي لا تعلم، فإنه إذ جاء إلى العالم حرك الجبال المقدسة، حيث حرك مفاهيمنا عن موسى النبي مستلم الشريعة وعن الأنبياء ورجال العهد القديم. حركها من الفكر اليهودي الحرفي لنتسلمها نحن بالروح خلال الإنجيل. فمع تمسك اليهود بالشريعة والآباء والأنبياء، لكنهم لا يعلمون سٌر الله وحكمته الخفية، لأنهم لا زالوا يرونهم خلال البرقع الموضوع على وجه موسى. لقد تحرك هذا كله ليكون نصيبنا، فندرك ونعلم سٌر خطة الله الأزلية وحكمته الفائقة وتدبيره لخلاصنا. هذا ما كان يعتز به الرسول بولس بعدما التقى بالسيد المسيح وتزحزحت الجبال بالنسبة له، وصارت له دراية بالسٌر الإلهي، فلم يستطع أن يصمت.
"الذي بحسبه حينما تقرأونه تقدرون أن تفهموا درايتي بسٌر المسيح" (أف 4:3).
"ليفتح الرب لنا بابًا لنتكلم بسٌر المسيح" (كو 3:4).
"لكي تتعزى قلوبهم مقترنة في المحبة لكل غنى يقين الفهم لمعرفة سٌر الله الآب والمسيح" (كو 2:2).
"وأنير الجميع في ما هو شركة السرّ المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح" (أف 9:3).