رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الْمُزَحْزِحُ الْجِبَالَ وَلاَ تَعْلَم، الَّذِي يَقْلِبُهَا فِي غَضَبِه ِ[5]. كثيرًا ما نتطلع إلى الجبال في الطبيعة فنظنها ثابتة ومستقرة، ليس من يقدر أن يحركها أو يزحزحها، لذا دُعيت "الجبال الدهرية" (حب 3: 6)، وتبدو الشمس والمسكونة بقوانينها ثابتة، لكن عندما يشاء الرب السماء والأرض تزولان، وأيضًا الجبال تتزحزح بكلمة منه. إلهنا هو "المزحزح الجبال ولا تعلم"، أي إن أرادت أو لم ترد. هو إله المستحيلات، أمامه ارتعد جبل سيناء (مز 68: 7)، وقفزت الجبال (مز 114: 4)، واندكت أو تبددت الجبال الدهرية (حب 3: 6). "تهتز الجبال من أساسها مع المياه، والصخور كالشمع تذوب أمام وجهك" (يهوديت 18:16). "ارتجفت الأرض وارتعشت، أسس الجبال ارتعدت وارتجت، لأنه غضب" (مز 7:18) "ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب، قدام سيد الأرض كلها" (مز 5:97) "يمس الجبال فتدخن" (مز 32:104). "الجبال قفزت مثل الكباش، والآكام مثل حملان الغنم" (مز 4:114). "انزل ألمس الجبال فتدخن" (مز 5:144). *ماهي الجبال التي جعلها الرب تشيخ؟ إنها موسى وهرون ويشوع بن نون وجدعون والأنبياء وكل رجال أسفار العهد القديم. لقد جاء الرب يسوع، واحضر العهد الجديد، وما قد صنعه (قبلًا) صار قديمًا. تجدد المسيحي وشاخ اليهودي؛ النعمة تجددت، والحرف شاخ. لقد تزحزحت الجبال وانتقلت. نعم لقد زحزح المفهوم الذي بحسب الحرف، وهدمه، وأقام الإدراك الذي بحسب الروح. لهذا فإن فهم الناموس حسب الجسد قد عبر وصار الناموس روحيًا. لهذا يقول الرسول: "فإننا نعلم أن الناموس روحي، وأما أنا فجسدي" (رو 7: 14). ولكن هو نفسه الذي كان جسديًا صار روحيًا، كما يؤكد الرسول قائلًا: "أظن إني أنا أيضًا عندي روح الله" (1 كو 7: 40). هكذا جعل يسوع هذه الجبال تشيخ ولم يعلم اليهود ذلك. حقًا لو عرفوا ذلك لما صلبوا رب المجد، ولما اتبعوا الخرافات اليهودية. القديس أمبروسيوس * عندما خاطب يسوع اليهود بقوله: "ملكوت الله ينزع منكم، ويُعطي لأمة تعمل أثماره" (مت 21: 43)، فأي تدبيرٍ آخر كان بسلطانه الإلهي مزمعًا تقديمه، غير أنه دفع الكتاب اليهودي بأكمله - الذي كان يتضمن أسرار ملكوت الله- إلى دائرة الضوء . * نحن الذين نُقلنا من الناموس والأنبياء إلى الإنجيل، قد أعيد ختاننا (يش 7:5) (بالصخرة) التي هي المسيح (1 كو 4:10)، فتحققت فينا كلمة الرب ليشوع، "اليوم قد دحرجت عنكم عار مصر" (يش 9:5) . العلامة أوريجينوس القديس يوحنا الذهبي الفم ذاك الذي يستخدم هذه (القوات) في صراعات سرّ الصلب، هو نفسه الذي خلقهم (كو 1: 16)، وأهلكهم (عا 3: 14)، وليس فقط أهلكهم بل و"في غضبه" دمر مذابحهم، وبدد هياكلهم، وأتلف تماثيلهم. في نصرة، نزع مجدهم (كو 2: 15)، فإنه ليس فقط اغتصبت الشياطين المجد (رؤ 13: 4-8)، إذ كان يجب ألا يفعلوا هذا، إنما أيضًا أفسدوا البشرية معهم. ولكن في أي وقت يحل بهم الدمار الحقيقي العادل، كما في سخطٍ كاملٍ؟ عندما ينتهي هذا العالم المنظور. على أي الأحوال، إن قلتم، كيف يفعل هذا؟ فستتعلمون ذلك من الآتي: "المزعزع الأرض من مقرها" [6]. الأب هيسيخيوس الأورشليمي *"ارتجت الأرض وارتعشت" (مز 7:18). عندما تمجٌَد ابن الإنسان هكذا ارتج الخطاة وارتعشوا. "أسس الجبال ارتعدت" (مز 7:18)، فإن رجاء المتكبرين الذين كانوا في هذه الحياة قد ارتعد. "وارتجت لأنه غضب". هذا هو الرجاء في البركات الزمنية، لم يعد بعد متأسسًا في قلوب الناس . *"ذابت التلال مثل الشمع قدام الرب" (مز 5:97). من هم التلال؟ المتكبرون. كل شيء يرتفع ضد الله خلال المسيح والمسيحيين يرتعب ويخضع... أين تشامخ القوات؟ أين قسوة غير المؤمنين؟ كان الرب بالنسبة لهم نارًا، فذابوا عند حضرته مثل الشمع. كانوا قساة حتى عملت النار. القديس أغسطينوس هذه النار لا تهلك الذين في الأسفل (المتواضعين) وإنما تهلك المتشامخين وحدهم. كحقيقة واقعة فإن البرق نادرًا ما يؤثر على الذين هم في الوادي، وإنما لن ينجو منه أولئك الذين في الأعالي على الجبال. القديس جيروم "الذي بحسبه حينما تقرأونه تقدرون أن تفهموا درايتي بسٌر المسيح" (أف 4:3). "ليفتح الرب لنا بابًا لنتكلم بسٌر المسيح" (كو 3:4). "لكي تتعزى قلوبهم مقترنة في المحبة لكل غنى يقين الفهم لمعرفة سٌر الله الآب والمسيح" (كو 2:2). "وأنير الجميع في ما هو شركة السرّ المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح" (أف 9:3). |
|