يشتكي أيوب من الله فيتحدث عنه بصيغة الغائب. كيف الحوار معه، وهو لا يسمع ولا يحاور، وإن الله يجازي البار والخاطئ على السواء، حين تأتي الكارثة ويُقتل الأبرياء، يهزأ الله بالضيقات التي تصيبهم [32-33]. إنه في حيرة عظيمة بين الشعور بظلم الله نحوه وبين تذكر الشركة المباركة معه في الماضي. واضح إن مشاعر أيوب تنطوي على شيئين متناقضين فهو يعتقد أنه على صواب، ولكنه لا يعرف كيف يثبت ذلك، فحتى الآن لم يوجه إليه اتهام محدد من الله. وفي نفس الوقت إذا دخل في مواجهة مع الله يخشى ألا يتمكن من الدفاع عن نفسه بنجاح.