01 - 03 - 2023, 05:49 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
عِنْدَمَا يَمْلأ فَمَكَ ضَحِكًا،
وَشَفَتَيْكَ هُتَافًا [21].
يدعو بلدد أيوب لترك الشر والسلوك في طريق الكمال، لكي يتمتع بالضحك الروحي، والفرح في الرب. هذا الفرح الذي ينعم به المؤمن الحقيقي، حيث يحمل في داخله ربنا يسوع مُفرح القلوب.
المسيحية دعوة للتمتع بفرح السماء، فإن كان مسيحنا قد نزل من السماء متجسدًا، إنما لكي يحملنا إلى سماواته عروسًا متهللة بعريسها، لهذا يدعونا الرسول بولس وهو في السجن: "افرحوا في كل حين، وأقول يا إخوتي افرحوا".
يرى القديس أنبا أنطونيوس أن الفرح هو طعام النفس، بدونه تجوع وتموت. الفرح الداخلي السماوي يسند النفس في تغربها عن موطنها السماوي، ويهيئ الجسد ليحمل سمة أشبه بالروحانية، فيتهيأ ليصير جسدًا روحانيًا في يوم الرب العظيم.
* كما أن الأشجار إن لم تشرب من الماء لا يمكنها أن تنمو، هكذا النفس إن لم تقبل الفرح السماوي لا يمكنها أن تنمو وتصعد إلى العلاء. أما النفوس التي قبلت الروح والفرح السمائي فهي التي تستطيع الارتفاع إلى العلاء.. فقد انكشفت لها أسرار ملكوت السماوات وهي بعد في هذا الجسد، ووجدت دالة قدام الله في كل شيء، وكملت لها جميع طلباتها.
* النفس دائما تتربى بهذا الفرح وتسعد به، وبه تصعد إلى السماء، فهي كالجسد لها غذاؤها الروحي.
* من نظر في ذاته إلى ربنا، وامتزجت نفسه بنوره، يمتلئ قلبه بالفرح.
*لا يليق بالإنسان أن يضحك في كل الأوقات فيكون كحيوانٍ ضاحكٍ... فالأحمق يرفع صوته عندما يضحك" (ابن سيراخ 23:21). أما الإنسان العاقل فيبتسم بشكل لا يلفت النظر...
ومن الجانب الآخر يليق بالإنسان ألا يكون مكتئبًا متجهمًا، بل فقط جادًا. لأني أفضل لمن كانت له ملامح صارمة أن يبتسم.
الابتسامة هي إحدى مبادئ التربية وموضوعاتها.
* الفرح الحقيقي هو فرح الحياة الأخرى، حيث لا تعذب النفس وتتمزق بالشهوة.
* ملكوت الله داخلكم يعني الفرح الذي يغرسه الروح القدس في قلوبكم، بكونه أيقونة وعربون للفرح الأبدي الذي تتمتع به نفوس القديسين.
القديس غريغوريوس أسقف نيصص * "أفواه المخلصين تمتلئ ضحكًا، وشفاههم بهجة". انتبه يا بلدد، وبسرعة تطلع إلى كلماتك وزنها... لكن "لا يمتلئ" بالحق إلا فيما بعد في الدهر الآتي، حيث تنتظر أيوب النعمة، وذلك بكونه إنسانًا مخلصًا. هناك أيضًا سيتمتع بشفاهٍ مملوءةٍ بعمل النعمة، بمعنى مملوءة بالشكر لله.
* أعلن المسيح عن الضحك الصادر عن الفرح والبهجة كما يقول الكتاب المقدس في أيوب: "يملأ الفم الحق ضحكًا" (أي 8: 21). ربما لهذا السبب دُعي اسم أحد الآباء (البطاركة أي اسحق) "الضحك"، لأن الاسم يعني البهجة الإلهية .
* "عندما يملأ فاك ضحكًا، وشفتيك هتافًا" [21]. فم الأبرار سيمتلئ ضحكًا عندما تكمل دموع رحلتهم، وستمتلئ قلوبهم بالكامل بهتاف الفرح الأبدي. بخصوص هذا الضحك يقول الحق لتلاميذه: "الحق الحق أقول لكم إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح.
أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح" (يو 16: 20). مرة أخرى: "سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم، ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 22). بخصوص هذا الضحك الذي للكنيسة المقدسة يقول سليمان: "تضحك في اليوم الأخير" (أم 31: 25). قيل أيضًا إن من يخاف الرب يسير ذلك معه حسنًا حتى النهاية. لا يوجد هناك ضحك الجسد، بل ضحك القلب...
البابا غريغوريوس (الكبير)
|