رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“كَانَ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا الآنَ قَادِرِينَ عَلَى تَعْلِيمِ الآخَرِينَ، بَعْدَمَا مَضَى زَمَانٌ طَوِيلٌ عَلَى اهْتِدَائِكُمْ. وَلَكِنَّكُمْ مَازِلْتُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يُعَلِّمُكُمْ حَتَّى الْمَبَادِئَ الأَسَاسِيَّةَ لأَقْوَالِ اللهِ. هَا قَدْ عُدْتُمْ مِنْ جَدِيدٍ تَحْتَاجُونَ إِلَى اللَّبَنِ! فَأَنْتُمْ غَيْرُ قَادِرِينَ عَلَى هَضْمِ الطَّعَامِ الْقَوِيِّ. وَكُلُّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ، يَكُونُ عَدِيمَ الْخِبْرَةِ فِي التَّعْلِيمِ الْقَوِيمِ، لأَنَّهُ مَازَالَ طِفْلاً غَيْرَ نَاضِجٍ. أَمَّا النَّاضِجُونَ رُوحِيّاً، فَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى تَنَاوُلِ الطَّعَامِ الْقَوِيِّ: لأَنَّ حَوَاسَّهُمْ قَدْ تَدَرَّبَتْ، بِالْمُمَارَسَةِ الصَّحِيحَةِ، عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.” (الرِّسالة إلى العِبرانِيِّين 12:5-14) يوَبِّخ الكاتِب قُرَّاءَهُ لِعَدَم نُضجِهِم الرُّوحي، ويُشَبِّه حاجَتهم لِتَعاليم الرَّب من أجل النُّموّ كَحاجَة الطِّفل إلى اللَّبَن “الحَليب”، في حين أنَّ الطَّعام القَوي أي “التَّعاليم المُتَقَدِّمة” هي للبالِغين، وغايَة هذا كُلّه هي أن تُصبِح حَواسهُم مُدَرَّبة على التَّمييز بينَ الخَير والشَّر، فالشَّخص النَّاضِج روحِيّاً هو الذي يَعكِس سُلوك المَسيح للنَّاس من حَولِه، لأنَّ السُّلوك هو الذي يُحَدِّد نُضج الشَّخص من عَدَمِه. والمُشكِلة التي كانَت عند من كُتِبَت لَهُم الرِّسالة أعلاه، هي أنَّهُم عادوا إلى أُسُس العِبادة اليَهودِيَّة التي كانَت قَد أُبطِلَت في العَهد الجَديد لأنَّها كانَت ظِلّاً لَهُ “أي أنَّها أُمور كانَت تُشير إلى ما أتى بهِ العَهد الجَديد ولم تَعُد هُناكَ حاجة لِمُمارَسَتِها”، لذلك احتاجَ الكاتِب أن يُكَلِّمهُم كأطفال في الإيمان، لأنَّ النُّموّ كانَ يَتَطَلَّب مِنهُم مَوقِفاً من العَودة إلى الأركان القَديمة عبرَ فَهمِهِم وإدراكِهِم بأنَّ الغاية الحَقيقِيَّة مِن تِلكَ العِبادة هي أن تَقودهُم للمَسيح. |
|