رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنْ قُلْتُ: فِرَاشِي يُعَزِّينِي، مَضْجَعِي يَنْزِعُ كُرْبَتِي [13]. كان يرجو كما اعتاد كثير من البشر أن يجد في النوم هروبًا مما يحل به، فيترقب مجيء الليل لعله ينعس ولو إلى حين. * في الكتاب المقدس عادة ما تُستخدم الكلمات: "سرير" أو "مضطجع" أو "المهد" الذي من القش الذي ترقد عليه الحيوانات لتشير إلى أسرار أعماق القلب. لهذا فإن كل نفس منفردة إذ يطعنها العريس برماح الحب المقدس تقول في نشيد الأناشيد: "في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي" (نش 3: 1)... هكذا يقول الحق لمحبيه أنفسهم: "ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21) مرة أخرى: "إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي" (يو 16: 7) وكأنه يقول بوضوح: "إن لم أسحب جسدي من انتباهكم المركز عليه لن أقودكم بالمعزي الروح، وتدركون غير المنظور. لذلك قيل بالمرتل عن الأبرار: "ليبتهج الأتقياء بمجدٍ، ليرنموا على مضاجعهم" (مز 149: 5)، حيث أنهم إذ يهربون من الأذى للأمور الخارجية، يتمجدون في سلامٍ داخل أعماق قلوبهم. البابا غريغوريوس (الكبير) * ينام الإنسان بعد ما يدخل في غيبة، وفي أثناء النوم يتم هضم الطعام وتُحفظ صحة من يشاركون في مائدة الاحتفال. لذلك تنام العروس بعد الاحتفال. ويُعتبر هذا النوم غير مألوفٍ، ويختلف عن النوم العادي الذي لا يكون الشخص فيه غير واعٍ بما حوله. وكلاهما يضادان بعضهما البعض، لأن النوم والاستيقاظ يتلو أحدهما الآخر. ونرى في العروس خليط من التعارض المميّز: تقول "أنا نائمة، وقلبي مستيقظ" (نش 2:5) ماذا نفهم من هذه الآية؟ يشبه هذا النوم الموت، وفيه تتوقف كل وظائف الإحساس: فلا توجد رؤية أو سمع أو شم أو تذوق أو إحساس باللمس ولكن ينخفض ضغط الدم. وينسى الشخص القلق أثناء النوم، ويهدأ انفعال الخوف، ويقلل الغضب وينخفض القلق من التجارب المريرة، ويجعل الشخص غير واعٍ بالشرور. لذلك نتعلم من العروس أنها ارتفعت وتفخر قائلة: "أنا نائمة، وقلبي مستيقظ" . القديس غريغوريوس النيسي القديس أمبروسيوس |
|