رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فلا تَهْتَمُّوا فَتقولوا: ماذا نَأكُل؟ أو ماذا نَشرَب؟ أو ماذا نَلبَس؟ فهذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إلى هذا كُلِّه"(متى 6: 31 -32). "لا تهتمّوا ... ولا تقلقوا". لأنّه من شأن شعوب غير المؤمنة والذين ليس لديهم ثقة بالرَّبّ ولا مطمح لهم في الوجود سوى أن يأكلوا ويشربوا وغداً يموتون. أمّا أنتم فتؤمنون بحياة خالدة لا نهاية لها تلي هذه الحياة الزائلة. فإذا كان الله قد أعطانا حياة الروح، فهو كفيل أن يعطينا ما هو دونها، حياة الجسد، وما يحفظها ويصونها. "هذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إلى هذا كُلِّه" (متى 6: 32). لا تهتموا لأنّ الرَّبّ الإله أبوكم. فمن طبيعة الله كآب أن يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه. لدينا آب في السَّماء يُفكّر فينا أكثر بكثير من تفكيره بزنابق الحقل وطُيورِ السَّماء. إذاً والحالة هذه، يكون قلقنا باحتياجاتنا الجسدية إهانة لأبينا، وإقراراً منا بضعف ثقتنا به. فما هو مطلوب منّا هو أن نقوم بكلّ ما في استطاعتنا للتعامل مع الشدائد، وأن نكل ما يتبقّى إلى العِنايَة الإِلهِيَّة. نستنتج مما سبق أنَّ يسوع يدعو الإنسان أن يضع ثقته فيه تعالى، من خلال هذه المبادئ الواردة أعلاه؛ وما دام الله يعتني بالإنسان، يتوجب على الإنسان أن يحيا في جو ثقة في الله. فالإنسان بحاجة إلى ثقة بالله لمواجهة مسئوليات الحياة ومخاطرها لكيلا يشله القلق، ولكي يثبت رغم التجارب، ولا يفقد الأمل في بلوغ هدفه. وهذا المطلب يقتضي سلم الأولويات. لذلك يقول الرَّبّ " فَاطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه" (متى 6: 33). من يثق بالله عليه ألا يضع الأولوية في الأكل والشرب واللبس والحاجات المادية التي وعد الله أن يمدهَّ بكل ما يلزم حياته، بل عليه أن يتكل عليه تعالى أولاً، والله لا يهمل من يتكل عليه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ربي حررني من الاهتمامات العالمية الأكل والشرب |
بعد الأكل والشرب إذ ترقد للنوم على سريرك |
لا تكونوا محبين للشراهة فى الأكل والشرب |
ممنوعات الأكل والشرب للحامل |
ضبط الأكل والشرب |