لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه. ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه.
ما حدث مع الشعب العبري في خروجه إلى الصحراء وهو بحاجة إلى الخبز، إذ قالَ لَهم موسى: "لا يُبْقِ أَحَدٌ مِنه شَيئاً إلى الصَّباح" (خروج 16: 19). وخلاصة القول، تُعتبر هذه الآية مثلا مقتبسا من أمثال الحكمة الشعبية القديمة الذي ينص بعدم تكديس الهموم ليوم غدٍ، بل لنعش هموم اليوم الحاضر فقط، وسيأتي الغد بهمومه. لكن يسوع أعطى هذه الحكمة بُعداً جديداً، فالإيمان بالله الآب يُخلص الإنسان من قلق الغد، لن يكون الإنسان غدا وحده، لان نعمة الله ستكون معه. نحيا يومنا ونترك غدنا لنعمة إلهِنا. لذلك من الخطأ أن نقلق أو نرتبك بخصوص المستقبل. فالعبادة الحقيقية هي حياة بلا قلق كما يقول صاحب المزامير "أَلقِ على الرَّبّ حِملَكَ وهو يَعوُلكَ ولا يَدَعُ البارَّ يَتَزَعزَعُ لِلأَبد" (مزمور 55: 23). هذه الآية هي خلاصة ما سبق بحيث لا نهتم بالاحتياجات المستقبلية بل لنثق بالله ونتكل على عنايته الإِلهِيَّة.