منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 02 - 2023, 10:42 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,207

توبيخ أيوب على عدم ثباته




توبيخه على عدم ثباته

وَالآنَ إِذْ جَاءَ عَلَيْكَ ضَجِرْتَ!
إِذْ مَسَّكَ ارْتَعْتَ! [5]
يوبخ أليفاز أيوب قائلًا له إنه إذ جاء دوره ليشرب كأس الضيق خرّ وضجر وارتعب. هنا يبدأ الهجوم ليتهمه بالرياء. كأنه يقول له: حين كنت في رخاءٍ كنت تجيد التعليم، لكن إذ سقطت فيما يسقط فيه غيرك انفضح ضعفك، ونفد صبرك.
* يحارب أصحاب الأذهان المولعة بالجدال حياة الأبرار بطريقتين.إما بتأكيد أن ما ينطقون به خطأ، أو أنهم ينطقون بالحق الذي لا يلاحظونه في سلوكهم. هكذا وُبخ الطوباوي أيوب من أصحابه على طريقة حديثه. يشجعونه لأنه ينطق بأمور صادقة، لكنه لا يحفظها هو... لاحظوا كيف امتدحوه أولًا على لسانه، ثم اشتكوا من ضعف حياته.فإن الأشرار لكي لا يُظهروا أنفسهم أنهم أشرار يقولون أحيانًا أمورًا صالحة عن الأبرار، إذ يعلمون أن الغير يعرفون عنهم هذا.
البابا غريغوريوس (الكبير)
يبرر القديس يوحنا ذهبي الفم ضيق أيوب وتصرفاته، إذ هي رد فعل طبيعي لكثرة الكوارث وشدتها وسرعة حدوثها فجأة، هذا بجانب تصرفات أصدقائه واتهاماتهم له بطريقة مثيرة.
لا يمكننا أن نتجاهل أنه يليق بالقائد وهو في مركز القائد والمرشد والأب ألا يضطرب سريعًا أمام المحن، ليكون سٌر قوة وتعزية لغيره.
* ليس هناك من يلحق الأذى بالكنيسة أكثر من أولئك الذين لهم صورة القداسة ولقبها ولكنهم يتصرفون تصرفًا فاسدًا. ومن الخطأ الفادح أن نعهد بمكانة الرعاية إلى شخصٍ مقصرٍ حيث أن الرعاية هي القدوة. إساءة اختيار الراعي ينتج عنه عواقب وخيمة، إذ أنه وهو في الخطية، يأخذ كرامة من أجل هذه المكانة التي أخذها. فليهرب كل إنسان غير مستحق من ثقل هذا الإثم العظيم وليتأمل مصغيا بأذني قلبه لهذا الصوت القائل: "ومن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخير له أن يُعلق في عنقه حجر الرحى، ويغرق في لجة البحر." (مت 18: 6، لو 17: 2). هنا يرمز حجر الرحى إلى دوامة الحياة، وتشير لجة البحر إلى الهلاك الأبدي. إنه من الأفضل كثيرًا أن يهلك إنسان علماني بمفرده لبس ثوب القداسة صوريًا من أن يخلع هذا الإنسان على نفسه ثوب الرعاية ويُهلك الآخرين بقدوته الشريرة. وإني على يقين من أن عقاب الجحيم سيكون أخف وطأة لو سقط هذا الإنسان فيه بمفرده دون أن يكون سببًا في سقوط آخرين معه.
البابا غريغوريوس (الكبير)
* بالرغم من أنه قد يحفظ الإنسان نفسه نقيَّة من الخطيَّة. ولو في درجات سامية، لكنَّني أعرف أن من كان هذا حاله لا يقدر أن يقود الآخرين إلى الفضيلة. فمن تسلَّم رعاية شعب لا يكفيه التحرَّر من الخطيَّة... بل يلزمه أن يرتفع في صنع الخير كقول الوصيَّة "حد عن الشر وافعل الخير" (مز 37: 27).
فينبغي عليه، لا أن تُمسح آثار الرذيلة من روحه فقط، بل وتكون مزودة بالفضائل، حتى يفوقهم بالحري في الفضيلة أكثر من سموُّه عليهم من جهة الكرامة.
يلزمه ألاَّ يعرف حدودًا لصنع الخير أو النمو الروحي، ولا يظنه ربحًا عظيمًا مجرَّد تفوقه على العاديِّين.
يجب ألاَّ يقيس نفسه بالآخرين، أشرارًا كانوا أو إلى حد ما متقدمين روحيًا، بل يقيس نفسه على ضوء الوصايا. فلا يقيس الفضيلة في ميزان صغير، طالما هي نابعة من الله الأعظم إذ "منه وبه وله كل الأشياء" (رو 11: 36).
القديس غريغوريوس النزينزي


أَلَيْسَتْ تَقْوَاكَ هِيَ مُعْتَمَدَكَ،
وَرَجَاؤُكَ كَمَالَ طُرُقِكَ؟ [6]
هنا يوبخه على ما أظهره من تقوى أثناء رخائه، فأين هذه التقوى؟ وأين رجاؤك واستقامة طريقك؟ أليست هذه كلها ادعاءات باطلة لا جذور لها في أعماقك؟
لقد تمم أليفاز عمل الشيطان وخدم مصالحه، إذ أراد أن يثير أيوب على التجديف على الله، باتهامه بالرياء، وأن تقواه ورجاءه واستقامته هذه كلها كانت مظاهر باطلة.
*"أليست تقواك قامت على الغباوة، وأيضًا رجاؤك وكمال طريقك؟" (LXX) بهذا يطلب أن يشوه أعماله الفاضلة السابقة... إنه يطعن في نية أيوب وهو يعمل.إنه يعني إما أنك لم تعمل أو أن حياتك مملوءة خداعًا، أو أنك لم تتقِ الله بنية مستقيمة،بل كان كله كلامًا مجردًا.رجاؤك بلا تعقل،إنه مملوء غباوة... لو إن أعمالك صادقة، وحياتك نقية، ما كنت تخشى هذه الشرور...
ها أنتم ترون كيف يهاجمه أليفاز،يصارعه، ويبذل كل الجهود ليبرهن أن حماقته جلبت عليه هذه الأتعاب...
"بوصايا الرب يبيدون" (9 LXX).لاحظوا أمرًا آخر.. يقول: لا تظنوا أن الشياطين والناس الأشرار المملوئين حقدًا مسئولون عما حلّ بك. فإن الله يؤدبك، لهذا فإن التأديب عن عدلٍ دون جدالٍ.
القديس يوحنا الذهبي الفم
يعلق البابا غريغوريوس (الكبير) على هذه العبارة :"أين خوفك (تقواك)، وقوتك، وصبرك، وكمال طرقك؟" بأنه وإن كان قد سبّه عن غير حقٍ إلا أنه وصف بدقة تدبير الفضائل وسُلمها أو درجاتها، وهو مخافة الرب، ثم الثقة في الله، فالصبر، وأخيرًا بلوغ الكمال:
أ. المخافة الربانية أو التقوى هي بدء الطريق. "في مخافة الرب ثقة شديدة" (أم 14: 26).
* ليتنا لا نحسب الغنى أمرًا صالحًا للغاية، فإن الصلاح العظيم، لا أن تملك مالًا، بل تقتني مخافة الرب وكل دروب التقوى .
* الخوف ليس بأقل من السور والحماية والبرج المنيع.
القديس يوحنا الذهبي الفم
ب.خلال مخافة الرب نعبر إلى القوة أو"الثقة القوية في الله" هذه التي لا تظهر إلا في المحنة.
* مخافة الرب تحوي كل تلك المتطلبات (للفرح المستمر). لأن الإنسان الذي يخاف الرب كما يليق، ويثق فيه، يجمع كل مصادر السعادة، ويقتني الينبوع الكامل للبهجة. كما أن نقطة ماء تسقط في محيط متسع سرعان ما تختفي، هكذا مهما حلّ بمن يخاف الرب يتبدد ويزول في محيط الفرح الهائل.
حقًا إنه لأمر عجيب للغاية، فإنه مع وجود ما يسبب الحزن تجد الإنسان متهللًا. فإنه إذ لا يوجد شيء ما يجلب حزنًا، فإن هذا المر يكون بلا قيمة عنده مقابل تمتعه بالفرح الدائم.
القديس يوحنا الذهبي الفم
ج. خلال الثقة في الرب يتمتع المؤمن بالصبر.فالإنسان يتزكى بمعنى الكلمة وينمو في القوة باحتماله أخطاء الغير. فمن لا يقدر على مواجهة من يعارضه يُجرح بسيف الجُبن.
* لمدة أربعة أيام نحن مشغولون في شرح مثل لعازر (والغني)، مقدمين الكنز الذي نجده في جسم مُغطى بالقروح. كنز ليس من ذهب وفضة، بل من الحكمة والتجلد، من الصبر والاحتمال.
القديس يوحنا الذهبي الفم
د. أما الصبر فيقود إلى الكمال. فالإنسان يكون بالحق كاملًا متى كان طويل الأناة على ضعفات الغير."بصبركم تقتنون أنفسكم" (لو 21: 19).
هذا هو سلم الكمال:مخافة الرب وتقواه تهبنا الثقة فيه، وهذه تهبنا قوة وسط المحن، هذه القوة تقدم لنا صبرًا في احتمال الغير بضعفاتهم، وبهذا الصبر نبلغ طرق الكمال.
* يوجد شكلان للكمال، شكل عادي، وآخر علوي. واحد يُقتني هنا، والآخر فيما بعد. واحد حسب القدرات البشرية، والآخر خاص بكمال العالم العتيد، أما الله فعادل خلال الكل، حكيم فوق الكل، كامل في الكل .
القديس أمبروسيوس
* يتحدث الرسول عن نفسه أنه كامل وغير كامل. فيحسب نفسه غير كاملٍ، متطلعًا كم من برّ لا يزال ينقصه، لكنه كامل حيث لا يستحي من أن يعترف بعدم كماله وأنه يتقدم لكي يبلغ الكمال .
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لأن مثل هذا واضح أنه مُصَاب بقلة الإيمان وعدم ثباته في الرجاء
يبكي من قسوة ثباته..💔
يبكي من قسوة ثباته
عمرو اديب على تويتر الان أصبحتم في حالة تباته غير عادية
من هو الشهيد، جوهر إيمانه وسر ثباته


الساعة الآن 10:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025