رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِرَجُلٍ قَدْ خَفِيَ عَلَيْهِ طَرِيقُهُ، وَقَدْ سَيَّجَ اللهُ حَوْلَهُ [23]. لم يكن له أمل في تحسين حاله؛ لم يرَ بابًا للنجاة، ولا طريقًا يسلكه، إذ كان الله قد سيَّج حوله، فصار كمن في موضعه عاجزًا عن الحركة. وكما قيل في هوشع: "هأنذا أُسيج طريقك بالشوك، وأبني حائطها حتى لا تجد مسالكها" (هو 2: 6). وكما صرخ إرميا: "سيَّج طرقي بحجارة منحوتة، قَلَبَ سبلي" (مرا 3: 9). * حتى الموت دخل كثمرة للخطية، ومع هذا فإن سمو الله وحنوه وعنايته الفائقة حولت هذا لصالح جنسنا. أي ثقل يحمله الموت، أخبرني؟ أليس هذا هو تحرر من المتاعب؟ أليس الموت تحررًا من الاهتمامات؟ أما تسمع أيوب يمدحه بالكلمات: الموت هو نجدة للإنسان، طريقة مخفية. القديس يوحنا ذهبي الفم * "قد خفي عليه طريقه"، بمعنى سوف لا يعرف متى أو بأية وسيلة يكون رحيله من هنا. فإن الله يخفي عنه هذه المعرفة. بمعنى أنه لا يسمح له بالمعرفة، حتى ينتظر البشر الموت كل أيامهم. وبهذا يستعدون. يخفي الله هذا لأجل نفعنا العظيم، لكي يهبنا الفرصة أن نتمم ما أمر به تلاميذه: "اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم" (مت 42:24). الأب هيسيخيوس الأورشليمي *أعزائي الإخوة الأحباء ... يلزمنا أن نأخذ في اعتبارنا أننا نتأمل إلى ما شاء الله لنا أن نترك العالم، فإننا نعيش الآن كضيوفٍ وغرباءٍ.ليتنا نحب اليوم المعين لنا، الذي فيه نتحرر من فخاخ العالم، ونعود إلى الفردوس والملكوت ... لأنه أي إنسان وُضع في بلدٍ غريبٍ أما يريد أن يسرع في العودة إلى بلده؟! ومن من الذين يسرعون في العودة (بحرًا) إلى أصدقائهم لا يرغبون في ريح موافقة حتى يلتقوا سريعًا بأولئك الذين هم أعزاء عليهم؟! إننا نتطلع إلى الفردوس كبلدنا... والآباء (البطاركة) كآباء لنا، فلماذا لا نسرع بل ونجري، لكي ننظر مدينتنا ونحيي آباءنا؟! فإن لنا أعزاء كثيرين جدًا ينتظروننا. لذلك أية سعادة تغمرنا وإياهم عندما نجتمع سويًا؟! أي سرور في الملكوت السماوي حيث لا نعود نرهب الموت؟! وأية سعادة لذيذة دائمة بحياة أبدية؟! هناك توجد الشركة المجيدة مع الرسل، هناك يوجد جوقة الأنبياء المتهلّلين، هناك جموع الشهداء غير المحصيّين، المتوجين بالنصرة في صراعهم ضد الشهوات، هناك جموع البتوليّين الفائزون الذين قهروا شهوات الجسد بعفتهم... هناك الرحماء مكلّلين، هؤلاء الذين صنعوا البرّ بإطعامهم الفقير ومساعدتهم له، وقد حفظوا وصايا الرب، وحوّلوا ممتلكاتهم الأرضية إلى كنوز سمائية. إذن لنسرع إلى هؤلاء الإخوة الأحباء بشوقٍ عظيمٍ. ليتنا نود الوجود معهم ونسرع بالمجيء إلى المسيح. لينظر الله إلى شوقنا العظيم، وليتطلع المسيح الرب إلى هدف ذهننا وإيماننا، هذا الذي يقدم الجزاء العظيم الذي لمجده للذين لهم رغبة عظيمة في تكريمه. الشهيد كبريانوس |
|