24 - 02 - 2023, 03:59 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
في دهشة يتطلع أيوب إلى الذين يشتهون الموت فلا يجدونه، فإن الله يحوط حولهم كما بسياجٍ، ليمارسوا حياة الألم دون إدراك خطة الله من نحوهم.
عندما وجد أيوب أنه لا يجديه أن يتمنى لو لم يولد، أو لو كان قد مات حالما وُلد، نراه يشكو هنا من أن حياته استمرت باقية دون أن تُقطع، صرخ لطول فترة التجربة. وقد برر رغبته الشديدة في الموت بالآتي:
1- كان يحس بصفة مستمرة بالتعب وسط ضيقاته الشديدة التي كانت تبدو إنها ستظل مستمرة.
2- حتى في أيام رخائه الأولى كان دومًا يخاف من المتاعب، ولذلك لم يكن قط يحس بالراحة، ولذلك قال "لم أطمئن، لم أسكن، لم استرح".
مع شهادة يعقوب الرسول لأيوب "قد سمعتم بصبر أيوب" (يع 5: 11)، ومع احتماله كل هذه التجارب دون أن يخطئ، ومع ما رآه على ملامح أصدقائه من حزنٍ شديدٍ على حاله فتح فاه لينطق. بدأ يشتكي من أنه وُلد، وأنه لم يمت حين وُلد، وأن حياته طالت في محنته. لقد صبر طويلًا، لكن لم يعد بعد يحتمل. فإنه مهما بلغ صبر الإنسان فليدرك أنه ضعيف ومعرض للسقوط. وكأن السفر ينذرنا مع الرسول بولس: "من يظن أنه قائم فلينظر لئلا يسقط" (1 كو 10: 12).
|