إنَّ الحُزن الذي يؤدِّي إلى التَّوبة هو حُزن بِحَسَب مَشيئَة الله
لذلك إن أحَزَنَتكَ كَلِمَة الرَّب ووَبَّخَتكَ وكَشَفَت لكَ عن سُلوك خاطِئ تَتَّبِعهُ أو سَلَّطَت الضَّوء على أفكارِكَ التي لا تُمَجِّد الله وعلى الخَطايا المُستَتِرة في قَلبِك، فَلا تَحزَن حتَّى ولَو جاءَ هذا التَّوبيخ بِواسِطَة راعي كَنيسَتك على سَبيل المِثال أو عن طَريق مؤمِن ناضِج أكثَر مِنكَ بالإيمان، أو عبرَ آية قَرَأتَها أو عِظة سَمِعتَها، فَلا تَحزَن ولا تُنكِر ذلكَ في نَفسِك بَل اِفرَح لأنَّ الله يُحِبّك ويُريد مِنكَ أن تَسمَع لِصَوتِهِ لِكَي تَتغَيَّر وتَتنَقَّى من كُل الشَّوائِب التي تَقِف عائِق بَينَكَ وبَينَهُ، لأنَّ الآية تَقول إن راعيتُ إثماً في قَلبي لا يَستَمِع لي الرَّب، واشكُر الله لأنَّ هذا الحُزن الوَقتي الذي شَعَرتَ بِهِ سَيَقودكَ إلى الفَرَح الحَقيقي عِندَما سَتَتحَرَّر من ذُنوبِك وتَحيا بِحَسَب كَلِمَة الله، مِمَّا سَيُفرِح راعي كَنيسَتك بِنُمُوِّكَ ونُضجِكَ الرُّوحي وسَيُفرِح أوَّلاً قَلب الله بِتَوبَتِكَ ونُصرَتِكَ على الخَطيئة، من أجلِ ذلك تَذَكَّر دائِماً هذهِ الآية الجَميلة التي تَقول:
“يَا ابْنِي لَا تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ وَلا تَكْرَهْ تَوْبِيخَهُ، لأَنَّ مَنْ يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيُسَرُّ بِهِ كَمَا يُسَرُّ أَبٌ بِابْنِهِ.” (سِفر الأمثال 11:3-12)