كُلَّما قَرأتُ في سِفر اللَّاوِيِّين عن تَقديم الذَّبائِح في خَيمَة الاِجتِماع، أتَخَيُّل لو أنَّي كنتُ في ذلكَ الزَّمان والمَكان فسَيكونُ عليَّ أن أُقَدِّم الذَّبائح عن خَطاياي بنَفس الطَّريقة التي يَذكُرها لنا السِّفر، فأجِدُ نَفسي أقول: ما هذه المَجزَرة!
دِماء مَسفوكة حَول المَذبَح وعلى الحِجاب، رائِحَة الجِلد واللَّحم المُحتَرِق تَملَأُ المَكان، عِظام الذَّبائِح التي تُحاوِل النِّيران المُستَعِرة على المَذبَح أن تَلتَهِمها، والحَيوانات التي تَقِف مُنتَظِرَةً دَورها كي تُذبَح لا لِذَنبٍ ارتَكَبَتهُ هي بَل فقَط لكي تَدفَع ثَمَن ذُنوب ارتَكَبها الإنسان.