رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في مجلس الصامتين (صمت أصدقاء أيوب) السكون والصمتيظن كثيرون أن الراهب هو فقط الذي يبتعد عن العالم وينعزل. هذا ضروري ولكن القديس باسيليوس الكبير يشدِّد على أن الانسحاب الحقيقي من العالم هو [أن نقطع الحبال التي تربطنا به وبهمومه ومشاكله.] فالهدوء الذي نحصل عليه في الدير [هو بدء تطهير الذات، وبعدم الاكتراث بأمور الدنيا بدء الاهتمام بأمور الله.] والوحدة [هي دواء للأهواء والشهوات، لأنها تهدّئها وتقرّبنا لله، وخاصة عندما تكون مقرونة بالصلوات والترانيم.] وهذه يجب أن ترافقنا دائمًا لأنها [تثبِّت النفس في الفرح وتخرجها من الأحزان.] والقدِّيس باسيليوس بالرغم من أنه من دعاة الحياة المشتركة، لا يكف عن التشديد على الصمت، وعلى الالتزام بالخلوة والهدوء. فهذا هو الشرط الذي بدونه لا تستقيم الحياة الرهبانيَّة، إذ كيف يمكن للراهب أن يصلِّي مرارًا في النهار، وأن يدرس ويطالع الكتاب المقدَّس وأن يعكف على اكتشاف نفسه إذا كانت الضوضاء تملأ نفسه، وتملأ أرجاء الدير. يقول القديس باسيليوس [الهدوء هو الخطوة الأولى في تقديسنا، فيتطهَّر اللسان من ثرثرة العالم، ولا تُثار العين بالألوان الجميلة ولا بالأشكال الوسيمة، ولا تسرع الأذن لنغمة الذهن التي للأغاني الشهوانيّة، بالأذيّة التي تصدر على وجه الخصوص من أحاديث أصحاب التمثيليَّات الهزليَّة والمهرَّجين.] * أقول الحق: إن كنت تنطق مثل مار يوحنا (الذهبي الفم) ومثل مار أفرام القديس، ومثل مار باسيليوس الإلهي ومار غريغوريوس (النزينزي) ومار غريغوريوس (النيسي)، وبقية الملافنة (المعلمين) الكبار، لما كنت تفيد بكلمات الذين يلتفون بك كما يفيد الآن صمتك مشاهديك. القديس مار يعقوب السروجي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قدم كل من أصدقاء أيوب الثلاثة حججهم ضده |
اتجاهات أصدقاء أيوب |
علامة الصبر هي محبة السكون والصمت |
(صمت أصدقاء أيوب) |
أصدقاء أيوب |