* في البرية جلب لهم ماءً من الصخرة (خر 17: 6)، وليس عسلًا. "العسل" هو الحكمة، تقدم أول موضع للحلاوة بين أطعمة القلب. كم من أعداء للرب، إذ رجعوا إليه لم يأكلوا فقط من شحم الحنطة، بل ومن عسل الصخرة، من حكمة المسيح؟ كم تمتعوا ببهجة كلمته ومعرفة أسراره، والتعرف على فهم أمثاله، فابتهجوا وصفقوا بصرخات (مفرحة)! لا يصدر هذا العسل من أي شخص، إنما من الصخرة، "وكانت الصخرة المسيح" (1 كو 10: 4). كم من كثيرين إذن قد شبعوا بهذا العسل وصرخوا، قائلين: إنه حلو! لا يمكن التفكير في شيء يمكن أن يكون أحلى منه، ولا النطق بذلك!
القديس أغسطينوس