رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* يا لشجاعة أيوب التي تفوق كل ما يُخبر به! يا للتواضع! يا لحب الله...! هل ظن العدو أن أيوب لا يبالي بالبقر، ولا يهتم بالأتن، وحسب القطيع أمرًا ليس بذي قيمة، والجمال كأنها لا شيء، وكل ممتلكاته أمورًا يُستهان بها؟ ماذا بخصوص الحزن على موت بنيه وبناته، كيف لم يُسقطه في رعبٍ...؟ ذاك الذي كان أبًا لأبناء كثيرين لم يعد أحدٍ ما يدعوه "أبي". لم يقل لله: "أية خطايا كثيرة ارتكبها أيوب حتى يُحسب غير أهلٍ أن يحتضن أبنائه عند موتهم، ولا يكون قادرًا أن يكرمهم بدفنهم في قبرٍ، ولا في استطاعته أن يتعزى بدموعٍ كعادة طبيعية كاملة، ولا في قدرته أن يقود موكب جنائزي، كما يفعل عادة الآباء والأصدقاء...؟ إذن ليتكم لا تغضبون حينما تُجردون من ممتلكاتكم، وتُحرمون من الكرامات الزمنية، وتُعزلون عن الأبناء أو الآباء. حين تفقدونهم حسب ناموس الطبيعة، لا ترتبكوا... فلا يُمكن أن يُسلب منكم غناكم الحقيقي الذي هو التسبيح لله، الأمر الذي يجعلكم أقوياء تتحَّدون كل الأحداث. هل العبد يقدم اتهامًا عندما يُطالب بالوزنات التي أودعه إياها سيده؟ (مت 19:25) أو إذ أخذ قرضًا، فهل يضطرب عندما يرده...؟ نعم، إذ نعطي ما هو ليس لنا، ليتنا نتقدم لله بكونه مستحقًا الشكر، عندما يعطي كما عندما يأخذ. الأب هيسيخيوس الأورشليمي |
|