21 - 02 - 2023, 06:47 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
نكبات متلاحقة
"وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَأَبْنَاؤُهُ وَبَنَاتُهُ
يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ خَمْرًا،
فِي بَيْتِ أَخِيهِمِ الأَكْبَرِ" [13].
* يلزمنا ملاحظة التوقيت الذي حلت به التجارب، فقد اختار الشيطان وقت التجربة عندما كان أبناء الطوباوي أيوب منشغلين في وليمة (أي 1: 13). فإن المقاوم لم يبحث فقط ماذا يفعل، وإنما متى يفعل هذا. فمع نواله السماح، إلا أنه بحث عن التوقيت المناسب ليمارس تدميره. وبترتيب الله كان الهدف هو تسجيل هذا لنفعنا، فإن التمتع بالملذات الكاملة هو تهيئة لحلول البلايا.
البابا غريغوريوس (الكبير) "أَنَّ رَسُولًا جَاءَ إِلَى أَيُّوبَ وَقَالَ:
الْبَقَرُ كَانَتْ تَحْرُثُ،
وَالأُتُنُ تَرْعَى بِجَانِبِهَا" [14].
جاء في الترجمة السبعينية "الأتن مع صغارها"، ففي حذاقة شديدة أراد العدو أن يزيد من مرارة الكارثة، فقد سَبَى السبئيون البقر النافعة، إذ كانت تحرث الأرض، والأتن المخصبة، إذ كان معها صغارها. بهذا أراد العدو أن يضرب بعنفٍ ليجعل الجرح في نفس البار أيوب أكثر مرارة. هذا بجانب سقوط الكوارث متلاحقة وبسرعة بالغة.
فَسَقَطَ عَلَيْهَا السَّبَئِيُّونَ وَأَخَذُوهَا،
وَضَرَبُوا الْغِلْمَانَ بِحَدِّ السَّيْفِ،
وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ [15].
إذ أخذ الشيطان إذنًا بالتجربة لم تعوزه الإرادة التي ينفذ بها خطته، فإن الأشرار يتممون مشورة أبيهم الشرير. وكما قال السيد المسيح لليهود في عصره: "أنتم من أبٍ هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا" (يو 8: 44). فإنه هو "الروح الذي يعمل في أبناء المعصية" (أف 2: 2).
ألا ترون سرعة الضربة...؟ مثل هذا لم يحث قط من قبل، ولا سمع أحد عن أمرٍ كهذا. أضف إلى هذا أنه لم يُعد ممكنًا حرث الأرض بعد، وفي لحظة جُرد أيوب من كل ممتلكاته. رؤية هلاك القطيع مؤلمة دائمًا، خاصة إن حدث في وقت يعتمد الإنسان تمامًا عليه... أضف إلى ذلك فإن حدوث قتلٍ وسط الدمار يجعل الصراع غير محتمل، حيث تظهر الوحشية والهمجية. إنها كارثة مزدوجة، القتل والحملات الهجومية، مع الهزال المتبقي مضافًا إلى المحن التي لحقت به، حيث لم تعد تجعله جاهلًا بهول طبيعة الكارثة التي للحدث.
يؤكد القديس أمبروسيوس أن كثيرًا من الأمور التي تبدو شريرة ورديئة ونحن نعاني منها تصير فرصة لنمو فضائلنا، كما حدث مع أيوب في تجاربه المتعددة.
* أما كان (أيوب) يصير في حالٍ أقل تطويبًا لو لم يعاني من هذه الأمور التي بها بالحقيقة قد تزكى؟
|