رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإطار الذي دُون فيه سفر أيوب وقيمته قصة أيوب إحدى القصص الأدبية العظيمة في الأدب العبري، ولعل هذا ما ساعد على أن يكون لها مثل هذا الانتشار الواسع في كل العالم. عالج السفر مشكلة طالما تئن منها الشعوب عبر الأجيال، وهي: أ- التعليم التقليدي عن المجازاة الإلهية: في العهد القديم نرى الله يتعامل مع الشعب، لكنه لا يتجاهل الفرد. فتحدث إرميا (29:31-30) وحزقيال (12:14-1:18) عن مسئولية الإنسان الشخصية والمجازاة الإلهية سواء كانت مكافأة لأعمال خيرة، أو عقابًا لأعمال شريرة حسب التصرف الشخصي. قال حزقيال بلسان الرب: الإنسان الذي يخطئ هو الذي يموت (حز 2:15-4)، واستند هذا التعليم إلى أسس ثابتة، فأعلن أن الله العادل (إر 10:17؛ مز 7:36)، يجازي كل واحدٍ حسب أعماله (أم 3:24). لكن عدالة الله هذه تتم على الأرض، لأن الشعب العبراني لم يكن يؤمن بعد بوضوح بقيامة الموتى وخلود النفس، لم يكن ينشغل بحياة ثانية بعد الموت. وبما أنهم لا يهتمون بعدالة الله في العالم الآخر، يرون ضرورة أن تتم على هذه الأرض، والرب يعطي الإنسان أجرته في هذه الدنيا، يجعل البار سعيدًا والشرير شقيًا. ب- الاختبار اليومي يكذب هذه النظرية: يوجد صديقون يصيبهم ما يليق بعمل الأشرار، ويوجد أشرار يصيبهم ما يليق بعمل الصديقين. من جانبٍ آخر يقول سفر الجامعة (9:2-3) كل الناس لهم مصير واحد، البار والشرير. يتشكك المؤمنون حينما يرون الأشرار في أمان، لهذا توسل الحكماء إلى الأبرار بأن لا يتمثلوا بالأشرار ولا يسيروا في طرقهم (أم 31:3، 17:23 مز 1:37). قال الحكماء بأن للألم مكانة في خطة الله، وهو يساعد على التكفير عن خطايانا، وأن المحنة ليست عقابًا من الله، بل هي نعمة من لدنه، وهو يؤدب الأبناء الذين يحبهم (أم 11:3-12). تعطي المحنة قوة ونقاوة، تشبه النار التي تنقي الذهب. بهذا يطمئن البار بأنه سيخرج من المحنة وتعود إليه السعادة مضاعفة، أما الشرير فلن يفلت من العقاب (مز 21:11)، وإن نسله سيصيبه الشقاء. حاول الحكماء أن يدافعوا عن عدالة الله، ويؤكدوا للمؤمنين أنهم هم الرابحون في النهاية، ولكنهم نسوا الواقع اليومي. فجاء سفر أيوب يفتح عيونهم على ما يصيب الناس في هذا العالم، ويفتح قلوبهم إلى الإيمان بإلهٍ يريد أن يرفعنا على مستوى العطاء المجاني إلى مستوى الإيمان المطلق الذي يسير على هُدى كلمة الله بالرغم من الظلام المحيط به. آلام أيوب التي نتجت عن ادعاءات الشيطان ضد تقوى أيوب وعن الإذن الإلهي بذلك تثبت أنها ليست برهانًا على لعنة القضاء الإلهي على أيوب، كما حاول أصحابه أن يثبتوا. إنما هي برهان على الثقة الإلهية فيه، وتحدي الرب للشيطان، ليثبت له برّ أيوب. فسفر أيوب تفسير بليغ لعدم كفاءة العقل البشري على الإجابة على الأسئلة البشرية، فظهور الأصدقاء لنصح أيوب يؤدي إلى الجدال والأمل الكاذب واليأس، بينما ظهور الله يؤدي إلى الخضوع والإيمان والشجاعة. كلمة الإنسان عاجزة عن اختراق ظلمة عقل أيوب، أما كلمة الله فتجلب النور الدائم. ويتطلع سفر أيوب إلى السيد المسيح، فتُثار المشاكل وتُسمع أنات التوجع، وهذه كلها يستطيع ربنا يسوع وحده أن يعالجها. في القلب البشري فراغ لا يستطيع إلا ربنا يسوع المسيح وحده أن يملأه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حصون عين جدي في الكتاب المقدس |
وحدة سفر أيوب في الكتاب المقدس |
غاية سفر أيوب في الكتاب المقدس |
إنجازات أيوب في الكتاب المقدس |
الكتاب المقدس - سفر أيوب |