مَن سأَلَكَ فأَعطِه، ومَنِ استَقرَضَكَ فلا تُعرِضْ عنه.
"فلا تُعرِضْ عنه " فتشير إلى من هو في عزّة نفس لا يقدر أن يستعطي فيطلب قرضًا، فلا تطلب ردّه منعًا من إحراجه. أعتبر اليهود أقوال يسوع الواردة أعلاه (متى 5: 39-42) متطرفة في ذلك الوقت من الاحتلال الروماني، لأنهم كانوا معتادون على حب الانتقام واخذ الثأر والبغض لأعدائهم، علما أنّه لا يوجد في الكتاب المقدس ما يروي تعبير: "أبغض عَدُوّك". فاقترح يسوع أسلوبا جديداً لمقابلة الظلم، وذلك بدلا من المطالبة بالحقوق، يطلب يسوع التسليم بها، ويعني ذلك أن صنع العدالة والرحمة اهم من المطالبة بهما. فالمسيح يقول لنا من خلال هذه الآية انه خير لنا أن نقرض مِن أن نرفض ذلك بروح الغضب. وقروضنا يجب أن تكون بحسب إمكانيتنا وبالنظر إلى خير من يسألنا إياها. وأحياناً يكون امتناعنا عن العطاء أفضل معروف للمقترض أو المستعطي الكسول تمشيا مع توصية بولس الرسول " إِذا كان أَحدٌ لا يُريدُ أَن يَعمَل فلا يَأكُل"(2 تسالونيقي 3: 10). ولكن أفضل أن نعطي غير المستحق بعض الأحيان من أن نطرد محتاجا حقيقية.