رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر. "الشِّرِّير" فتشير إلى من يُسيء إليك شخصيا. فمعنى هذه الآية انه يجب على الإنسان أن يحتمل الأذى والإهانة من ناحية، ومن ناحية أخرى أن يتخلّى عن ذاته، فيكون مستعدًا لمحاربة نفسه قبل محاربة الناس واحتمال الألم الذي أصابه ظلمًا وعَدُوّانًا. ويُعلق القديس فرنسيس الأسيزي قائلا: "هل ارتكبتُ خطيئة؟ إنّ ذلك بسبب الشيطان! هل عانيتُ ظلمًا؟ إنه خطأ القريب!" هذا هو موقف العديد من المسيحيّين. لكن ليس علينا أن نرمي خطأنا على الآخر: فالعَدُوّ، كلّ يحمله بين يديه؛ والعَدُوّ هو الأنانية التي تجعلنا نقع في الخطيئة. طوبى للخادم الذي منذّ ذلك الحين يبقي هذا العَدُوّ الموجود بين يديه مقيّدًا، ويعرف أن يتسلّح ضدّه بحكمة؛ طالما يفعل هذا، لن يتمكّن أي عَدُوّ آخر، منظور أو غير منظور، من أن يؤذيه" (Admonitions, 9-10). وما يساعده على تنفيذ هذا الأمر هو حصوله على النعمة التي أفيضت في قلوبنا بالروح القدس "لأَنَّ مَحَبَّةَ اللّه أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا" (رومة 5: 5)؛ أما عبارة "مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر" فتشير إلى بذل الإنسان نفسه للآخر في كل ما هو عليه فلا يدافع عن نفسه، لان حياته تعود إلى الله. |
|