![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الأسفار الشعريَّة والحِكَميَّة في أسفار موسى الخمسة يكتشف الإنسان رعاية الله القدوس للإنسان، فيشتهي أن يكون مقدسًا كما أنه هو قدوس. لكن لا يوجد إنسان واحد قادر أن يحفظ الشريعة تمامًا، فسقط الكل تحت لعنة الناموس، وصارت الحاجة ماسة إلى مخلصٍ ينقذ النفوس من الفساد. وفي الأسفار التاريخية يدرك المؤمن خطة الله ضابط التاريخ، والذي يهيئ البشرية لقبول المخلص القادم، والذي بحبه يصير ابنًا لداود، خاضعًا للزمن الذي خلقه! والآن في الأسفار الشعريَّة والحكميَّة يتعرف المؤمن على المفهوم الروحي للعبادة. إنها علاقة حب متبادل، مع تقديس كل عاطفة وموهبة ليكون المؤمن بكل كيانه للرب، ويتمتع باقتناء محبوبه السماوي العجيب. ففي سفر أيوب يرى وسط جهاده المُر في وادي الألم والدموع كيف يتعدى عالم البشر ليرى قيام معركة بين الله إلهه وبين عدو الخير إبليس لحسابه، تنتهي بسمو المؤمن، وارتفاع قلبه فوق الزمنيات ليرتمي في الحضن الإلهي. وفي سفر الأمثال يقدم الأب كما الأم لابنهما "سليمان" خبرتهما في الرب بأمثال يمكن أن يحفظها عن ظهر قلب، تصير علامات روحية في طريقة الروحي كما الزمني. هذه الأمثال يحتاج إليها الملك العظيم الممجد كما العامل الفقير البسيط، والمتعلم كما الأمي. وينشد سفر الجامعة قصيدة تكشف عن حقيقة العالم الحاضر، بكونه "باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح"، لا لكي تفسد سعادة المؤمن، وإنما لكي تجنبه الاتحاد بالباطل فيصير باطلًا، وتدفعه إلى الالتصاق بالحق السماوي ليحيا إلى الأبد. وجاء سفر ابن سيراخ يكشف عن حياة المؤمن في أمثالٍ، تعتبر امتدادًا وشرحًا لما ورد في سفر الأمثال. ويصور لنا سفر الحكمة الحاجة إلى الاتحاد مع حكمة الله كما العروس بعريسها، لتكون رفيقًا للمؤمن، فيسلك ببرّ الله، ويأنف من الشرّ ولا يطيقه. أمّا سفر المزامير فهو سفر المرتل الحلو المتألم، كيف يتحول الألم في حياة المؤمن إلى أنشودة تملأ النفس عذوبة وسلامًا في الرب، وتقديم ذبائح تسبيح موضع سرور الله. أخيرًا، ففي نشيد الأناشيد ترتفع النفس بروح الله إلى أحضانه الإلهية، لتتنعم بعرسٍ أبديٍ لا يشيخ! |
![]() |
|