رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس متاؤس الأول خلاص بعض أراخنة القاهرة من شدتهم وقعت شدة كبيرة على بعض من أعيان الأراخنة الموجودين بالقاهرة ولما عزموا الهرب عند البابا متاؤس والالتجاء إلى معونته وكان قداسته يقيم وقتئذ في مصر لم يقووا على النهوض وأدركهم الليل فناموا. وفي تلك الساعة أبصر أحدهم في حلم البابا متاؤس قائمًا أمام صورة الشهيد مار جرجس يسأل في خلاص أولئك الأراخنة ويقرع الصورة بيده ويقول: "يا شهيد الله يا مار جرجس إني لا أعرف خلاصهم إلا منك" فأمال الشهيد رأسه من الأيقونة كمن يقول له نعم وكرر ذلك ثلاث مرات ثم أحنى رأسه كمن يقول: "نعم نعم أنا أخلصهم" فلما نظر البابا ما كان من تواضع الشهيد انطرح ساجدًا على الأرض فعظم الأمر على الشهيد من سجوده له وخرج من الأيقونة مثل فارس متجسد. فمسك بأذيال البابا متاؤس وتبارك منه أن البابا فعل بالمثل أعنى أخذ الواحد يتبارك من الآخر. ولما انتبه هذا الأرخن من نومه وقص تلك الرؤيا على رفقائه لم يصدقوه. وفي الباكر خرج الأمر من الله بشفاعة شهيدة العظيم مارجرجس بخلاص أولئك الأراخنة وفعلًا بعد برهة وصل إليهم أن الأمير عفا عنهم من غير سعى. ولما تحقق لهم أمر خلاصهم قاموا في الحال ومضوا إلى البطريرك يقدمون له الشكر على ما رأوه في الرؤيا المتقدم ذكرها من غير أن يحضروا إليه ودون أن يسألوه في ذلك بل كان ما صنعوه أنهم اضمروا في نفوسهم أمر الاستعانة بشفاعته لا غير وأن البابا شعر بنيتهم وعمل على خلاصهم بدون سؤال منهم وتعجب جميعهم لهذا الحادث العظيم ومجدوا الله على خلاصهم ببركة قديسه البابا متاؤس. (كتاب 15 تاريخ ص 292 و293 وفوه ص 176 {أ} و177). |
|