منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 02 - 2023, 02:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

حزقيال النبي | شريعة الكاهن





شريعة الكاهن:

اختار الله بني صادوق وحدهم، هؤلاء الذين بحق حرسوا الحراسة المقدسة حين ضل الشعب، لهذا استحقوا دون سواهم أن يقتربوا إلى مذبحه المقدس ويخدموا مائدته. وقد اهتم الرب أن يضع لهم شريعة خاصة بهم تعالج الكثير من شئون حياتهم، منها:
أ. الملبس: "ويكون عند دخولهم أبواب الدار الداخلية أنهم يلبسون ثيابًا من كتان ولا يأتي عليهم صوف عند خدمتهم" [17]. إنهم يلبسون الكتان أثناء الخدمة علامة النقاوة والطهارة، ولا يلبسوا صوفًا. لعل تحريم الصوف جاء خشية أن يكون من ناتج حيوان ميت، فإنه لا يريد من خدامه أن يدخلوا إلى مقدساته حاملين أية آثار لشيء ميت. كما أعطى تعليلًا لعدم لبس الصوف وهو لئلا "يعرقوا" [18]، فإن خادم المذبح يلزم أن يكون نشيطًا، يعمل بقوة، لأن من يعرق يهتم بجسده ويكون خاملًا.
كما طالبهم بخلع ثياب الخدمة التي يقدسون بها في الحجرات المقدسة الخاصة بهم، فإنه لا يليق أن يخرج بهذه الملابس المقدسة أثناء قضاء حاجاته الزمنية.
لبس ثياب الخدمة الكتانية في مقدّسات الرب يشير إلى لبسنا السيد المسيح نفسه، لأنه هو وحده الراعي الصالح، رئيس كهنة الخيرات العتيدة، به وفيه نقوم بالعمل الكهنوتي والرعوي.
ب. حلق الشعر: طلب منهم عدم التطرف فلا يحلقونه تمامًا مثل كهنة الأمم وأيضًا لا يترك كما هو كنذيرين إنما يقصونه باعتدال. فإن كان كاهن العهد الجديد يكرس قلبه وحياته تمامًا للخدمة، لكنه يسلك حتى في مظهره باعتدال بكونه مثلًا للشعب يقدر أن يكسب الكثيرين بسلوكه الذي يُعبر عن شركته مع الله.
ج. الطعام والشراب: طلب منهم ألا يشربوا مسكرًا عند دخولهم للخدمة [21]. وفي العهد الجديد يقول الرسول بولس: "يجب أن يكون الأسقف غير مدمن الخمر" (1 تي 3: 1، 3).

ويعلق القديس إيرونيموس: [الانغماس في الخمر هو من أخطاء الشرهين والمترفهين. عندما يسخن الجسد بالخمر للحال تثور فيه الشهوة. فشرب الخمر معناه التساهل مع النفس، وهذا يعني التنعم الحسيّ. والتنعم الحسيّ يعني كسر العفة. فالإنسان الذي يعيش متنعمًا يكون ميتًا وهو حيّ (1 تي 5: 6). وأما الذي يشرب خمرًا فلا يكون ميتًا بل مدفونًا. إن ساعة واحدة من الخلاعة جعلت نوحًا يتعرى بعدما استتر ستين عامًا بوقار (تك 9: 20-21) ].
طلب الرب من الكهنة ألا يأكلوا من حيوان أو طير ميت ولا من فريسة [31]. إنه يريد من الكاهن أن يكون عفيف النفس، فقبوله أكل شيء ميت أو فريسة علامة دناءة النفس. لعله أراد بهذا أيضًا أن يعيش الكاهن على كلمة الله التي تنعش جسده وروحه وتقدسهما، رافضًا تعاليم الهراطقة التي تجعل من جسده (يرمز له بالحيوان) ونفسه (يرمز له بالطير) ميتين أو فريستين للشيطان. لينهل الكاهن من الينابيع الروحية الحية حتى لا تتسرب الميكروبات إلى حياته وتنتقل إلى شعبه.
د. الزواج:يلتزم الكاهن بمراعاة كرامة عمله الكهنوتي فلا يتزوج أرملة ولا مطلقة حتى لا يتشكك أحد في نزاهته. إنما كان يسمح له بالزواج من أرملة كاهن متنيح [22].
وفي الكنيسة القبطية لا يتزوج الكاهن بعد نواله سر الكهنوت مطلقًا إذ صار أبًا، ينظر إلى جميع الفتيات والنساء كبناته، فلا يتزوج الأب ابنته.
ه. الكرازة: يليق بالكاهن أن يكون قادرًا على التعليم، فيعلم شعبه "التمييز بين النجس والطاهر" [33]. وأن يكون عادلًا في حكمه: "يحكمون حسب أحكامي ويحفظون شرائعي وفرائضي في كل مواسمي ويقدَّسون سبوتي" [24].
و. أما عن التعليم فيقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [أظهر الرسول ما يخص الأسقف، أن يكون "صالحًا للتعليم" (1 تي 3: 3). الأمر الذي يطلب فيمن هم تحت رعايته،
إنما هو أساسي جدًا بالنسبة لمن يتسلم الرعاية].
ز. حزنه على ميت: طلب الله من الكاهن ألا يمس إنسانًا ميتًا لئلا يتنجس، وإنما سمح له بلمس أبيه أو أمه أو ابنه أو ابنته أو أخيه أو أخته... ويبقى أسبوعًا يتطهر ويقدم ذبيحة خطية ليتسنى له أن يخدم في القدس.
إنه يريد أن يرفع الكاهن فوق كل ما هو زمني ليربط قلبه بالسماويات فلا يحزن على انتقال أحد، لكنه راعي القرابات المذكورة من أجل المشاعر البشرية التي لا يمكن أن نتجاهلها في حياة الكاهن.
ح. إعالتهم:لم يسمح الله لكهنته أن يتقبلوا شركة ميراث مع إخوتهم في أرض الموعد، لكنه تقدم إليهم ليكون هو نفسه ميراثهم؛ فهو ملتزم بإشباع كل احتياجاتهم الروحية والنفسية والجسدية. لقد طلب من بقية الأسباط أن يقدموا لهم العشور والبكور وكأنها مقدمة لله نفسه.
يعلق العلامة أوريجانوس على قول الرب لهم إنه هو ميراثهم [28]، قائلًا: [نصيبهم ليس على الأرض، إنما الرب نفسه هو نصيبهم، إذ قيل عنه إنه نصيبهم وميراثهم. إنهم يمثلون الذين لم يفشلوا بسبب عقبات الطبيعة الجسدية بل اجتازوا مجد الأمور المنظورة ووضعوا في الرب كل حياتهم مع كل تدابيرها، هؤلاء الذين لا يطلبون أمورًا جسدية، أو أشياء غريبة عن العقل، بل طلبوا الحكمة ومعرفة أسرار الله. وحيث يكون كنزهم هناك يكون قلبهم أيضًا (مت 6: 21). إذن ليس لهم ميراث على الأرض، بل ارتفعوا إلى فوق أعلى من السماء، هناك يكونون مع الرب إلى الأبد في كلمته وحكمته ولذة معرفته، يشبعون بحلاوته، فيكون هو غذاءهم ومأواهم وغناهم ومملكتهم. هذا هو مصيرهم، وهذه هي الأملاك التي يعرفونها، وذلك بالنسبة للذين يكون الله هو ميراثهم الوحيد].
هذا بالنسبة لكون الله هو ميراثهم، أما بالنسبة للباكورات فجميعها تكون لهم [30].

يعلق العلامة أوريجانوس على هذا الأمر بقوله: [تأمر الشريعة بتقديم باكورة الثمار والحيوانات للكهنة، فكل من يملك حقلًا أو كرمًا أو بستان زيتون أو حديقة، أو يقوم بأي عمل في الأرض، أو يُربى أدنى ماشية عليه أن يقدم الباكورة كلها لله من خلال الكهنة، إذ يقول الكتاب إن ما يُعْطَى للكهنة إنما يقدم لله. بهذا نتعلم من الشريعة أنه لا يجوز الانتفاع شرعيًا من ثمار الأرض ولا من الحيوانات حتى الأليفة الصغيرة ما لم نقدم الباكورة كلها لله من خلال الكهنة. وفي رأيي أن هذه الشريعة مثل الكثير من الشرائع الأخرى يجب أن نلتزم بها حتى في معناها الحرفي].
ويرتفع العلامة أوريجانوس بذهننا الروحي لنرى في السيد المسيح نفسه الكاهن الأعظم الذي له تُقدم باكورات روحية مثل أبكار آسيا (رو 16: 5) وأبكار آخائية (رو 16: 5)، ومثل كرنيليوس الذي قُدَّم باكورة بكونه بكرًا لا لكنيسة قيصرية فحسب بل لكل الأمم. ويحسب البتوليون والعذارى (رؤ 14: 4) أبكارًا يقدمون للكاهن الأعظم ربنا يسوع المسيح، ليس فقط البتوليون جسدًا بل والبتوليون بالروح كالعذارى الحكيمات اللواتي كن ينتظرن العريس في منتصف الليل.

ويقول العلامة أوريجانوس: [كما قلنا ليشته كل منا أن ينمو لكي يبلغ إلى أن يكون مختارًا من بين الأبكار فيقدم لله ويكون من نصيب السيد].
أما سر بكوريتنا فهو اتحادنا بالسيد المسيح "البكر" الحقيقي. فيه صرنا أبكارًا وحسبنا لله الآب من نصيب كاهنه الأعظم يسوع المسيح. لهذا فإن السيد المسيح أيضًا يقدم نفسه نيابة عنا كبكر لله .

يقول العلامة أوريجانوس: [لقد دُعِيَ بكرًا (1 كو 15: 5-23)، باكورة الراقدين (رؤ 19: 6). وكما دعى ملك الملوك ورب الأرباب وراعي الرعاة ورئيس الكهنة (1 بط 5: 4 ،عب 5: 14) يمكننا أن ندعوه "بكر الأبكار". إنه الباكورة التي لا تقدم لرئيس الكهنة بل لله نفسه، إذ "أسلم نفسه لأجلنا قربانًا وذبيحة لله رائحة طيبة" (أف 5: 2)، وبعد قيامته من الأموات: "جلس عن يمين الله" (كو 3: 1)].
في العهد القديم كان الإنسان يلتزم بتقديم البكور لله من خلال الكهنة لكي يرضى الرب عنه، وكان الكهنة يأكلون البكور أو يستخدمونها ويستهلكونها. أما في العهد الجديد فالله يقدم لنا البكر "يسوع المسيح"، يقدمه لشعبه ليقبله فيأكل جسده ويتناول دمه الكريم ويقبل حياته فيه لا لكي يستهلكه بل لكي يتمتع بقوة قيامته الواهبة لنا الحياة.

لهذا يقول العلامة أوريجانوس: [الباكورة التي كانت تُقدم في الناموس كانت تُستهلك كطعام... أما نحن فكلما أكلنا أكثر من هذا الطعام نجده أكثر وفرة!].
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حزقيال النبي | الكاهن وحزنه على ميت
حزقيال النبي | الكاهن والكرازة
حزقيال النبي | الكاهن والزواج
حزقيال النبي | الكاهن والطعام والشراب
حزقيال النبي | الكاهن والملبس


الساعة الآن 10:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024