رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ارْفَعُوا نَغْمَةً، وَهَاتُوا دُفًّا، عُودًا حُلْوًا مَعَ رَبَابٍ [2]. جاءت الترجمة السبعينية: "خذوا مزمورًا واضربوا دفًا وكنارة مطربة مع قيثار". إن سألنا المرتل: كيف نسبح الرب ونتهلل بإله يعقوب؟ يجيب: أقدم لكم المزمور أو تعليم الرب وكلمته، وأنتم تعزفونه بآلاتكم، أي تقديس أجسادكم ونفوسكم وأرواحكم وعواطفكم وكل أحاسيسكم. أي يتحول الإنسان بكليته إلى مجموعة آلات موسيقية تعمل معًا، وتقدم سيمفونية حب لله. قيل: "وكان داود يرقص بكل قوته أمام الرب، وكان داود متنطقًا بأفود من كتان" (2 صم 6: 14). * أعني خذوا مني أنا داود (المزمور) الذي وضعته بالهام الروح القدس، واعزفوه على نظم آلات الطرب، ورتلوه بالدفوف والمزمار والقيثارة. أي خذوا التعليم الإلهي، واجعلوا ذواتكم مثل الدف الذي هو من جلود مميتة، أي تميتون شهواتكم الذميمة بتقديم أجسادكم ذبيحة حيَّة مقدسة مرضية لله. صيروا قوات نفوسكم وأعضاء أجسادكم متفقة ومتناغمة في تسبحة الله، مثل مزمار وقيثارة. الأب أنسيمُس أسقف أورشليم * "زمرنا لكم فلم ترقصوا" (لو 31:7-35). تغنى الأنبياء بأغانٍ روحيةٍ ارتفعت إلى الكرازة بالخلاص العام، وأيضًا بكى الأنبياء لكي يميلوا بمراثيهم الحزينة قلوب اليهود المتحجرة. يعلمنا الكتاب أن نرتل للرب (مز 8:46)، وأن نرقص في حكمة كقول الرب لحزقيال أن يضرب بيده ويخبط برجليه (حز 11:6). الله لا يطالب بحركات مضحكة يقوم بها جسم ثائر، ولا يطلب تصفيق النساء... إنما يوجد الرقص الوقور، حيث ترقص الروح بارتفاع الجسد بالأعمال الصالحة، عندما نعلق قيثاراتنا على الصفصاف. يأمر الرب أن يضرب باليد والرجل وأن يغني، لأنه كان يرى عرس العريس الذي فيه تكون الكنيسة هي العروس، والمسيح هو الحبيب. إنه عرس رائع فيه تتحد الروح بالكلمة، والجسد بالروح... هذا هو العرس الذي حاول داود النبي أن يحققه، وله قد دُعينا... إنه يحثنا لنسرع نحو هذا المشهد المفرح: "ارفعوا نغمةً، وهاتوا دفًّا وعودًا حلوًا مع رباب" (مز 2:80-3). ألا تتخيل النبي راقصًا...؟! ألا تسمع صوت ضاربي قيثارة (الرباب) ودقات أرجل الراقصين؟! إنه العرس! لتأخذ أنت أيضًا قيثارة حتى إذا ما تمتعت بلمسة الروح، تستجيب أوتارك الداخلية مع صدى الأعمال الصالحة. لتمسك بالعود، فيتحقق الانسجام بين كلماتك وأعمالك، وخذ الدّف، فيهبك الروح أن تترنم خلال آلة جسدك من الداخل . القديس أمبروسيوس |
|