رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مؤمن تحت الطلب! «اكرز بالكلمة. اعكُف على ذلك في وقتٍ مناسب وغير مناسب» ( 2تيموثاوس 4: 2 ) كان المُبشِّر المعروف ”جون وسلي“ راجعًا إلى البيت ذاتَ ليلة، عندما فاجأه لصٌّ. إلا أن ”وسلي“ لم يكن صيدًا ثمينًا، فلم يكن يحمل سوى قليلٍ من المال. ولمَّا همَّ اللصُّ بالذهاب خائبًا، قال له خادم الرب: ”انتظر! عندي شيءٌ بَعدُ اُعطيك إيَّاه“. فتوقف اللصُّ مدهوشًا، فيما قال له ”وسلي“: يا صديقي، قد تعيش حتى يعتريك الندَم على هذه الحياة التي تحياها. فإن حصل ذلك في يوم من الأيام، فتذكَّـر هذه الآية: «دم يسوع المسيح ... يُطهِّرنا من كل خطية» ( 1يو 1: 7 ). وإذ ولّى اللصُّ مُسرِعًـــا، صلَّى ”وسلي“ لأجله. وبعد عدَّة سنين، بينما كان ”وسلي“ يُسلِّم على الحُضور بعد الاجتماع، اقترب إليه شخصٌ غريب. وكم أدهشه أن يعلم أن هذا الزائر ـ وهو الآن مؤمنٌ بالمسيح، وخادمٌ ناجح ـ كان هو اللصَّ الذي سرقه منذ سنين. وإذ قال الرَّجُل لـــــ”وسلي“: ”أنا مَدين لك بكل شيء“. بادرَ ”وسلي“ قائلاً: ”لا يا أخي، لستَ مديونًا لي، بل لدَم المسيح الذي يُطهِّرنا من كل خطية!“. حقًا كان عند ”جون وسلي“ شيءٌ آخر يُعطيه لذاك اللصُّ في تلك الليلة، ألا وهو بشارة الخلاص؟ ونحن أيضًا مسؤولون بالمثل عن تقديم هذه البشارة للذين نلتقيهم في دروب حياتنا اليومية. فكيف يسكت مَن اختبر الخلاص عنِ الكرازة بالمُخلِّص؟! لقد ناشَدَ الرسول بولس تلميذه تيموثاوس: «اكرز بالكلمة. اعكُف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب» ( 2تي 4: 2 ). فعلى المؤمن أن يتكلَّم ويكرز ”بكلمة الله“؛ عليه أن يتكلَّم بما تكلَّم الله به. إن مسؤوليته بإزاء الكلمة لا أن يُصغي إليها فقط، ولا أن يؤمن بها ويخضع لها فقط، ولا أن يشترك في احتمال المشقات في سبيلها وأن يثبت فيها، ولا أن يحفظها من كل زيف فحسب، ولكن مسؤوليته أيضًا أن يكرز بها للآخرين. إن عليه أن يرفع صوته دون خجل أو خوف أو وَجَلْ، عليه أن يرفع صوته في شجاعة ليجعل هذا الخلاص مُعلَنًا للجميع. ونلاحظ الفعل الذي يستخدمه الرسول بولس في تحريضه: «اعكف» والذي يعني حرفيًا في اليونانية: ”كن جاهـزًا“ أو ”تحت الطلب“. إن الكلمة تحمل معاني اليقظة، والتشوُّق والتطلُّع، ولكن أيضًا الإحساس بالإصرار والمُثابرة والضرورة المُلِحَّة التي تتطلَّب السرعة. . |
|