رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حجرات الحراسة: الباب الرئيسي هو الباب الشرقي إذ هو الطريق الطبيعي المؤدي إلى القدس فقدس الأقداس. على أنه يوجد بابان آخران أحدهما من جهة الشمال والآخر من جهة الجنوب، لهما ذات المقاييس التي للباب الشرقي، لكي يدخل العالم كله إلى مقدسات الرب بلا تمييز بين أمة وأخرى وبين جنس وآخر. هذه الأبواب الثلاثة تُشير إلى الثالوث القدوس الذي من خلاله يدخل العالم إلى المدينة المقدسة: أورشليم العليا، أو إلى الاتحاد معه، إذ يتحد الإنسان مع الآب في ابنه بواسطة روحه القدوس. هذه الأبواب تذكرنا بالأبواب الاثني عشر التي لأورشليم السماوية (رؤ 21: 13)، ثلاثة أبواب من كل جانب... إنها تحمل دعوة عامة لجميع المؤمنين في العالم كله للتمتع بالأمجاد الإلهية من خلال الثالوث القدوس. وكما يقول السيد: "إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات" (مت 8: 11). على جانب كل باب من الأبواب الثلاثة توجد ست حجرات، ثلاث حجرات من جانب وثلاث من الجانب الآخر. وهي حجرات صغيرة ومتساوية تستخدم للحراسة. إن كان المبنى المقدس يشير إلى النفس المؤمنة المتحدة مع الآب في ابنه بروحه القدوس لتكون مقدسًا للثالوث القدوس فإن هذه الحجرات تشير إلى الحراسة المستمرة للنفس من كل جانب أو عند كل باب: باب الروح، باب العقل، باب الجسد، فلا يقترب إلى الروح أو الفكر أو الجسد بأحاسيسه وطاقاته شيء دنس أو نجس بل يدخل الرب نفسه ليقدس الإنسان بكماله: روحًا وفكرًا وجسدًا. وكما يقول السيد نفسه: "اسهروا إذن لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان" (مت 25: 13). إن كان الله هو سور النفس، وهو الباب، فهو أيضًا الحارس للنفس دون إنكار مسئولية النفس ودورها الإيجابي في السهر والحراسة المشددة، لا بالتحفظ من الشر فحسب، وإنما أيضًا بقبول دخول ربها يسوع المسيح إليها لتتمتع باتحاد دائم معه. لهذه الحجرات الصغيرة كوى مشبِّكة حول الحجرة وعلى القوائم وفي قبابها. هذه النوافذ الصغيرة تحيط بالحجرة، خلالها ينظر الحارس إلى الخارج كما إلى الداخل وإلى فوق فيرى جلد السماء. وكأن الحجرات ليست للحراسة فحسب وإنما للاستنارة: استنارة بالأمور السماوية العليا، استنارة للنفس الداخلية واستنارة للتصرفات الخارجية أيضًا. حقًا هي نوافذ صغيرة لأنها تحسب ضعيفة جدًا إن قورنت باستنارتنا حين نعبر إلى السماء عينها. أما تزيين القوائم بالنخيل فإشارة إلى الأبرار، إذ "الصديق كالنخلة يزهو" (مز 92: 11). استخدمت النخلة كوحدة في تزيين هيكل سليمان (1 مل 6: 29) وسعفه اُستُخدام علامة النصرة (يو 12: 13، رؤ 7: 9). أما سقف الحجرات فكان على شكل قبو تشير إلى أن كل ما في الإنسان ينبغي أن يحمل الطابع السماوي. |
|