رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فمَن خالفَ وَصِيَّةً مِن أَصْغَرِ تِلكَ الوَصايا وعَلَّمَ النَّاسَ أَن يَفعَلوا مِثْلَه، عُدَّ الصَّغيرَ في مَلَكوتِ السَّمَوات. وأمَّا الَّذي يَعمَلُ بِها ويُعَلِّمُها فذاكَ يُعَدُّ كبيراً في مَلَكوت السَّمَوات. تشير عبارة "فمَن خالفَ" في الأصل اليوناني λύσῃ ( معناها إلغاء أو إبطال) إلى من ألغي أو أبطل عمدا؛ أمَّا عبارة "مِن أَصْغَرِ تِلكَ الوَصايا" فتشير إلى ما يراها الناس أنها وَصايا صغيرة مثل النظرة أو الغَضَبُ في مقابل الوَصايا الكبرى كالزنى والقَتْل التي هي خطايا الفعل. قد قسَّم اليهود الوَصايا إلى كبرى وصغرى، وحسبوا أصغر الكل الوَصِيَّة المتعلقة بإعشاش الطيور (تثنية الاشتراع 22: 6-7)، لكن السيد المسيح لم يُشر هنا إلى وَصِيَّة كهذه بل إلى الشَّريعَةَ الأدبية وإلى كبح الأفكار والشهوات التي يحسبها الناس صغيرة، بالمقارنة مع الأعمال التي هي وحدها لها الاعتبار عندهم. ولكون هذه الخَطيئَة الصغرى جزءا من الشَّريعَةَ وجب حتمًا على الناس الطاعة لها ومن خالفها عمدا فقد أثِم بالكل، كما جاء في تعليم يعقوب الرسول " فمَن حَفِظَ الشَّريعَةَ كُلَّها وزَلَّ في أَمْرٍ واحِدٍ مِنها أخطَأَ بِها جَميعًا" (يعقوب 2: 10). |
|