جاءت فتاة إلى كنيستنا بلوس انجلوس لتتعرف علينا، إذ سمعت الشعب يتحدث العربية، وهي من أصل عربي وُلدت في أمريكا. لم تكن تؤمن بالله لأنها لم تجده في قلبي والديها أو قلوب من التقت بهم. عاشت مع أكثر من شاب لسنوات أحيانًا ولشهور أحيانًا أخرى، في حياة لهو مستمر، سألتها عن شعورها الداخلي من جهة حياتها، فأجابت في صراحة إنها لا تشعر بالطمأنينة والضمان، فهي تعيش مع شاب لسنوات قد يتركها أو تتركه. حياتها في الظاهر مملوءة بهجة تلاطف الغير والغير يلاطفها، لكن بحسب كلماتها الصريحة إن أعماقها مملوءة سًا وقلقًا. حين تحدثت معها عن أبّوة الله دُهشت لسماعها عبارة "الأبوة"، فإنها لم تذقها قط؛ والدها مطلق يعيش في ولاية لا تعرفها، وأيضًا لا تعرف أين والدتها. سألتها أما تسأل عنهما؟ أجابت: ولمَ أسأل، إن كان أحدهما مريضًا توجد مستشفيات. مسكينة مثل هذه الفتاة التي لم تختبر صدق الحب الباذل في والديها ولا في أصدقائها، ولم تلتقِ بالسيد المسيح القادر وحده أن يشبع النفس، ويقدّر حياتها كشخص له كيانه!
أحبائي، ليتنا نلتقِ بمسيحنا الذي يهتم بدقائق مشاعرنا، تحمله فينا، ونقدمه إلى كل قلب ليتمتع معنا بالحياة المفرحة الداخلية.