رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَهَدَاهُمْ بِالسَّحَابِ نَهَارًا، وَاللَّيْلَ كُلَّهُ بِنُورِ نَارٍ [14]. يرى البعض أن الله كان يظهر كعمود في وسط السحاب يرتفع نحو السماء علامة حضوره في وسطهم، واهتمامه ورعايته لهم. كما كان كعمود نور بالليل. يبدو أن هذا العمود الذي انتقل بالليل إلى ورائهم ليحجز بينهم وبين عسكر المصريين، كان ينير للإسرائيليين بينما حلت الظلمة بالعسكر (خر 14: 19- 20). يسلك المؤمن في هذا العالم كما قي نهارٍ منيرٍ بعمل شمس البرّ في حياته، هذا الذي يظلله كسحابةٍ، فلا تحرقه التجارب، ويأتي يوم الرب العظيم ليُعلَن بهاؤه ولا يحترق مع الأشرار. يا له من قولٍ رائعٍ "نهارًا"، لأن السحابة لم تكن قط في ظلمة، بل كانت نورًا. هكذا كان الله بالنسبة لشعبه سحابة في النهار تحميهم من ضربات شمس التجارب، لكنها لا تدخل بهم إلى الظلمة، ونور نارٍ بالليل يكشف لهم الطريق ويقودهم إلى نوره الأبدي، ويكون سور نارٍ يحميهم (زك 5:2) من سهام العدو النارية. * الرب راكب على سحابة خفيفة في طريقه إلى مصر (إش 1:19). يلزمنا أن نفكر في هذه السحابة الخفيفة التي تناسب جسد المخلص، لأن جسده كان خفيفًا، لم يتثقل بأية خطية، أو بالتأكيد القديسة مريم التي حملت طفلًا بغير زرع بشرٍ. هوذا الرب يدخل مصر هذا العالم على سحابة خفيفة، أي البتول . القديس جيروم * هوذا الرب يدخل مصر هذا العالم على سحابةٍ خفيفةٍ، العذراء. "هداهم بالسحاب نهارًا" (مز 78: 14). في إبداع قال "نهارًا"، لأن السحابة لم تكن قط مظلمة، بل دومًا منيرة. "والليل كله بنور نارٍ" (مز 78: 14). بالنسبة لك الظلمة ذاتها ليست مظلمة، والليل يشرق كالنهار (مز 139: 12). "الليل كله بنور نارٍ". الرب إلهنا نار آكلة... لم يقل المرتل ما إذا كانت النار آكلة، تاركًا ذلك لذكائنا. القديس جيروم * الرب إلهكم نار آكلة (تث 24:4؛ عب 29:12)... الذين يبنون خشبًا وقشًا وعشبًا على أساس المسيح (1 كو 12:3) يكون الرب بالنسبة لهم نارًا آكله. للنار طبيعة مزدوجة: تعطى نورًا وتحرق. إن كنا خطاة تحرق، إن كنا أبرارًا تضيء لنا . القديس جيروم |
|