وتُزف العذراء إلى يوسف فتسكن في داره في الناصرة، ويذهبان معاً إلى بيت لحم (لو 2: 4 ـ 20) ليكتتبا بحسب الأمر الذي صدر من أغسطس قيصر. وفي بيت لحم وفي مغارة بسيطة كانت تستعمل كاسطبل، وملحقة بالنزل هناك، وضعت مريم ابنها البكر، وبحبلها به وبولادته منها وبعدهما بقيت بتولاً عذراء كما كانت قبلهما. وكما يجب لجلال هذا الأمر العظيم أي تجسد الإله الكلمة فهي بتول قبل الولادة وعند الولادة وبعد الولادة، وقد ولد الرب منها بأعجوبة، وذلك كما تنفذ أشعة الشمس من الزجاج دون أن تثلمه أو تكسره، وكما دخل الرب بعد قيامته على التلاميذ في العلية والأبواب مغلقة، وكما خرج من القبر وهو مختوم، هكذا خرج بجسم الطفولة والخاتم مصان، فلا عجب إن حافظت العذراء مريم على بتوليتها بعد ولادة ابنها البكر الرب يسوع، وهي التي قالت عن نفسها: «لأنَّ القدير صنع بي عظائم» وهي التي رأت هذه العظائم والعجائب التي صنعها القدير فيها ولها. لذلك دعيت العذراء الدائمة البتولية، وبما أنها ولدت الله الإله المتأنس فقد دعيت أيضاً والدة الله (لو 1: 35 و 43 ـ غلا 4: 4 ـ اش 7: 14).