|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَلاَ يَكُونُونَ مِثْلَ آبَائِهِمْ جِيلًا زَائِغًا وَمَارِدًا، جِيلًا لَمْ يُثَبِّتْ قَلْبَهُ، وَلَمْ تَكُنْ رُوحُهُ أَمِينَةً لله [8]. يشتاق المرتل أن يرى في العهد الجديد أولئك الذين يدركون ما وراء النبوات والأمثال والألغاز، فيتمتعون بما لم يتمتع به جيل العهد القديم، وذلك بعمل السيد المسيح الخلاصي، وعمل الروح القدس وقيادته لهم. غاية الشهادة هي الرجاء في الرب بكل القلب في أمانةٍ وطاعةٍ دون عصيان أو تذمر، متذكرين أعمال الله، وحافظين وصاياه. بهذا لا يفعلون ما فعله الشعب في البرية حيث ارتكبوا أربع خطايا رئيسية: * كان جيلًا زائغًا، أي مرتدًا عن الإيمان (حيث عبدوا العجل الذهبي)، انحرفوا عن إيمان أبيهم إبراهيم الذي دخل مع الله في عهدٍ. * كان جيلًا مَارِدًا، أي متذمرًا. * لم يثبت قلبه، إذ يحمل روح الخيانة، ففكروا في قتل موسى وهرون، لذا عجز عن أن يطلب الله. * لم تكن روحه أمينة لله، إذ كانوا يسلكون برياءٍ، فكانوا كمن هم في مهب الريح أو من تقصفه العواصف، وتحركه الأمواج بلا هدف. يرى القديس جيروم أن الجيل الذي خرج من مصر حمل أربع سمات وهي: ضياع الهدف، والتجديف على الخالق، والمقاومة أو التمرد، ثم رفض عمل الله، إذ لم يتقبل عمل روح الله فيه. * لماذا يقول النبي "زائغًا"؟ لأن ذاك الجيل صار قوسًا يصوب هدفًا باطلًا، لأن القوس لا يُصوب قط ضد من يضرب السهم، بل ضد الأعداء. فمع أن هذا الجيل قد خلقه الله صالحًا، وأمسك به في يده كقوسٍ يضرب أسهمه، لكنه أُسيء توجيهه مثل قوسٍ غادرٍ (مز 57:78)، إذ يجدف على خالقه. "جيل لم يثبت قلبه"، فإلى هذا اليوم إسرائيل مقاوم. "لم تكن روحه أمينة لله"، لأن إسرائيل لم يقبل هذا الابن؛ إسرائيل لم يقبل الروح القدس . القديس جيروم يرى القديس إكليمنضس السكندري أن الله يعامل مثل هؤلاء بنوعٍ من الحزم، لكي يتوبوا. [إنه يعرف أنهم يتوبون خلال الخوف بعدما أهملوا حبه. كقاعدة عامة يهمل البشر الصلاح أي اللطف، ويخدمونه عن خوف متى حفظ (الصلاح) نداء العدالة.] * الرب غير مقتنع بالإيمان الداخلي وحده، إنما يسألنا الاعتراف الظاهر، حاثًا إيَّانا علي الثقة والحب العظيم. ولما كان هذا نافعًا للجميع قال: "كل من اعترف بي..." * من يؤمن يحتمل الكثير، فإن إيمان الإنسان يظهر خلال أعماله. لهذا بحق يُقال أن الإيمان ليس أمرًا مجردًا، وإنما يعلن خلال أعمالكم وثباتكم وغيرتكم . * مادامت عطيّة الله تفوق الإدراك تمامًا فمن المنطق أننا نحتاج إلى الإيمان... عدم الإيمان هوّة سحيقة، أمّا الإيمان فحصن حصين... إننا نستضيف برقةٍ أم كل البركات، وهو الإيمان، لكي نكون كمن هم يسيرون في ميناء هادئ مستقر تمامًا، محافظين على إيماننا الأرثوذكسي، فنقود سفينتنا باستقامة، ونحظى بالبركات بالنعمة ومحبة البشر التي لربنا يسوع المسيح . * الإيمان سراج، وكما ينير السراج البيت هكذا ينير الإيمان النفس.. الإيمان هو نور النفس، طريق الحياة، أساس الخلاص الأبدي . القديس يوحنا الذهبي الفم * أن تؤمن بالله هو هذا: الإيمان بالالتصاق بالله العامل بالصالحات حتى نعمل حسنًا. القديس أغسطينوس |
|