إن كانت صور قد صارت كسفينة ضخمة كاملة في بنائها، قوية من جهة حُراسها، صاحبة خبرة وحكمة من جهة طاقمها، محبوبة من كل الشعوب التي تتعامل معها وتطلب ودها، لكنها إذ طمعت وأرادت أن تغتنم أختها "يهوذا" يوم سبيها، كسرتها ريح شرقية ونزلت بها إلى الأعماق مع ثروتها وبضائعها وطاقمها وعملائها ورجال حراستها... ليس من ينقذ ولا من يُعين وقف الكثيرون في حزن ومرارة، حلقوا رؤوسهم فجعلوها قرعة كمن يندب ميتًا، وأقاموا مرثاة على من كانت تشبعهم بالخيرات [33]، صاروا في مرارة واقشعر ملوكهم ، بينما وقف البعض يصفرون مستهزئين بها لأنها طمعت فخسرت حتى وجودها إلى الأبد!