|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"والان يا رب أنظر الى تهديداتهم، وامنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة." (أعمال29:4) كثيراً ما نفشل إذ نحذو حذوهم، نؤجّل عملنا إلى حين تتحسن الأحوال، نرى في العقبات عوائق بدل أن نراها حجارة نعبر عليها، نعتذر لإستسلامنا وفشلنا على أساس أن الظروف لم تكن مواتية. يبقى الطالب غير مشارك بالخدمة المسيحية إلى أن يتخرَّج، ثم ينشغل بالعاطفة والزواج، وبعد ذلك تأتي ضغوطات العمل والعائلة لتبقيه بعيداً عن الخدمة، يقرر الإنتظار حتى التقاعد عندها سيتحرر لكي يقدّم ما فضِل له من العُمْر للرَّب، وعندما يصِل إلى سنّ التقاعد يكون قد فقد طاقته ورؤياه فيستسلم لحياة الفراغ. قد نجد أنفسنا مُجبرَين على العمل مع أناس يسلبوننا بطرق ملتوية. ربّما يكون لدى هؤلاء مراكز قيادة في الكنيسة، ومع أنهم أمناء ويعملون بِجِدّ، نلاحظ أنهم معارضون. فماذا علينا أن نفعل؟ هل ننزوي جانباً منتظرين القيام ببعض خدمات الدفن من الدرجة الأولى؟ لكن هذا لا يفيد، إن أناساً كهؤلاء يعمّرون طويلاً مما يبعث على دهشتنا وانتظار خدمة الدفن لا يأتي بنتائج. لم ينتظر يوسف حتى يخرج من السجن لكي يجعل حياته ذات معنى، فقد كان يخدم ﷲ داخل السجن. أصبح دانيال قوةً لِلّه بينما كان في سبي بابل، فلو انتظر حتى ينتهي السبي لفاته الوقت، وبينما كان بولس في الأسر كتب رسائل أفسس، فيلبي، كولوسي وفيلمون دون أن ينتظر حتى تتحسن ظروفه. الحقيقة الواضحة هي أن الظروف لن تكون مثالية أبداً في هذه الحياة، وللمسيحيين لا يوجد أي وعد بأن الظروف ستتحسن. وهكذا ففي الخدمة كما في الخلاص، الآن هو وقت مقبول. قال مارتن لوثر: «يبدو أن كل من يرغب الإنتظار حتى تلوح مناسبة مواتية تماماً لعمله فلن يجدها بتاتاً»، وقال سليمان الحكيم مُحذرّاً: «من يرصد الريح لا يزرع، ومن يراقب السحب لا يحصد» (الجامعة4:11). |
|