رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أذْكُرُ اللهَ فَأَئِنُّ. أُنَاجِي نَفْسِي، فَيُغْشَى عَلَى رُوحِي. سِلاَهْ [3]. جاءت الترجمة السبعينية: "تذكرت الله فابتهجت، سكبت شكواي فصغرت نفسي". وكأن المرتل إذ يتطلع إلى الله ويذكر معاملاته معه تتهلل أعماقه وتبتهج، لكن إذ ينشغل بمتاعبه وشكواه تذوب نفسه فيه ويدخل في صغر نفس. * كل ساعة صلاة تقدم ذكرى خاصة ببركات الله علينا. يلزمنا أن نصلي في الصباح الباكر لكي تكون بدء ميول النفس والعقل مكرسة لله، وأننا لن نلمس شيئًا ما لم نبتهج أولًا بالتأمل في الله، كما يقول الكتاب: "تذكرت الرب فاِبتهجت" (مز 76: 3 LXX). ولن نبدأ أيّ عمل ما لم نتمم ما هو مكتوب: "إليك أصلى يا رب. بالغداة تسمع صوتي. في الصباح المبكر أوجه صلاتي إليك وأنتظر" (مز 5: 2-3). القديس باسيليوس الكبير * مجرد تذكر الله يريح النفس، كما قيل في المزمور: "تذكرت الله فصرت سعيدًا" . الأب دوروثيؤس من غزة * ما كان يقدر شيء ما أن يعزيني سوى ذكر الله، وتفطنت أنه قادر أن يحول الأحزان إلى أفراح. وأما عندما كنت أتداول بفكري المصائب التي حلت عليَّ فكانت نفسي تنزعج وتتضايق. الأب أنثيموس الأورشليمي * لم تعمل يدي باطلًا، فقد وجدتا معزيًا عظيمًا. فإذ لم أكن متراخيًا كنت منشغلًا بالله فابتهجت . القديس أغسطينوس أمْسَكْتَ أَجْفَانَ عَيْنَيَّ. اِنْزَعَجْتُ، فَلَمْ أَتَكَلَّمْ [4]. في وسط متاعبه هذه بسبب إصرار الأعداء المستمر نهارًا وليلًا على مقاومته، يصير الإنسان كمن لا قوة له، حتى يعجز عن فتح شفتيه لينطق بكلمة، فيكتم في داخله تأوهات قلبه وتنهداته وشكواه. * عندما فكرت متأملًا خطاياي، لم أجسر أن أرفع عينيَّ إلى السماء، لأن الله يقول للشرير: "ما لك تُحدث بفرائضي؟" (مز ٥٠: ١٦). لهذا صرت مفلوجًا، إنني خائف، لا أستطيع أن أنطق بكلمة . القديس چيروم * قبلما ينتبه حراس الليل إلى نوبتهم كنت أنا أسبقهم، وكانت عيناي مفتوحتين، ولا يأخذني نوم من كثرة الأفكار الشديدة التي كانت تقلقني، لكن لم أكن أبرزها من فمي. الأب أنثيموس الأورشليمي جاءت الترجمة السبعينية: "وضع جميع أعدائي حراسًا ضدي، قلقت ولم أتكلم" إذ وضع الأعداء حراسًا ضد المرتل لم يستطع أن ينم طوال الليل، فكانت عيناه مفتوحتين بسبب كثرة الأفكار التي كانت تزعجه، هذه التي لم يستطع أن ينطق بها. * "وضع جميع أعدائي حراسًا ضدي". لقد تفوقوا في وضع حراسة ضدي، أسرعوا ووضعوا حراسة مسبِّقة ضدي. أي موضع لم يضعوا فيه مصائد ضدي؟ ألم يسبق ويضع أعدائي حراسًا؟ من هم هؤلاء الأعداء إلا الذين يقول عنهم الرسول: "فإن مصارعتنا ليست مع دمٍ ولحمٍ" (أف 4: 12)... إننا نحمل عداوة ضد إبليس وملائكته. يدعوهم "ولاة العالم"، لأنهم يحكمون الذين هم محبين للعالم. أنهم لا يحكمون العالم كما لو كانوا ولاة السماء والأرض، بل خطاة العالم... لا يوجد انسجام بيننا وبين إبليس وملائكته. إنهم يحقدون علينا من أجل ملكوت السماء. لا يمكن أن يرضوا علينا، لأن "جميع أعدائي يسبقون فيضعون حراسًا ضدي". إنهم يراقبونني لكي يخدعوني أكثر من حراستي أنا لنفسي . القديس أغسطينوس أمام هذا الموقف الخطير يقف في قلقٍ، ولا يعرف المرتل بماذا ينطق. |
|