حكم الملك الكاهن
أنْتَ مَهُوبٌ، أَنْتَ. فَمَنْ يَقِفُ قُدَّامَكَ، حَالَ غَضَبِكَ؟ [7].
بتكرار كلمة "أنت" مرتين يعني المرتل: "أنت وحدك مهوب، وليس آخر مثلك".
في العبارة السابقة يقول المرتل إن المقاومين يسقطون في نوم الموت الدائم، والآن يقول: "فمن يقف قدامك؟"، بمعنى أنه حان وقت الدينونة، ولم تعد هناك فرصة للقيام أمام الرب سواء للمقاومة أو التوبة!
يرى القديس أغسطينوس في هؤلاء المتكبرين المعتمدين على قدراتهم وإمكانياتهم، مقاومين الله، يغطون في النوم، فلا يدركون أن الله ينتهرهم. بهذا يحل يوم الرب العظيم، فيقفوا أمام الرب المهوب حال غضبه.
مِنَ السَمَاءِ أَسْمَعْتَ حُكْمًا.
الأَرْضُ فَزِعَتْ وَسَكَتَتْ [8].
إذ أدان الله الأشرار، وأصدر عليهم حكمًا، سمعت السماء حكمه، وكأنها كانت تترقب في دهشة أمام طول أناة الله على الأشرار. أما الأرض ففزعت وصمتت أمام هذا الحكم، لأنه ليس من يقدر أن يدافع عنهم وقد امتلأ كأس شرهم.
عندما دفع الرب الفلسطينيين ليد شعبه قيل: "وكان ارتعاد في المحلة في الحقل وفي جميع الشعب. الصف والمخربون ارتعدوا هم أيضًا، ورجعت الأرض، فكان ارتعاد عظيم" (1 صم 14: 15).
إن كانت السماء تشير إلى أبناء الله القديسين المضطهدين، فإن الأرض تشير إلى الأشرار المقاومين لهم. ففي وسط الضيق الشديد تنصت نفوس الأبرار إلى حكم الله ورعايته لهم، بينما يحل الفزع بالأشرار الذين يفتخرون بقوتهم وقدرتهم وسلطانهم.
* بمعنى أن انكسار الآشوريين وإبادتهم صارت مسموعة للكل كالرعد من السماء، ومن ذلك فزعت الأرض وسكنت هادئة.
الأب أنثيموس الأورشليمي
عِنْدَ قِيَامِ اللهِ لِلْقَضَاءِ،
لِتَخْلِيصِ كُلِّ وُدَعَاءِ الأَرْضِ. سِلاَهْ [9].
يرى الأشرار كأن الله لا يبالي بالبشرية؛ ليس من أحدٍ يقدر أن يخلص الأتقياء من أيديهم. أما المؤمنون الأتقياء الودعاء والمساكين بالروح فيتمسكون بالوعود الإلهية، ويتهللون بالله منقذهم ومخلصهم، قبل أن يتحقق خلاصهم من أيدي الأشرار.
* من هم ودعاء القلب؟ أولئك الذين لا يمتطون الخيل وهي تصدر صهيلها، إنما في تواضع يعترفون بخطاياهم .
القديس أغسطينوس
* عندما يتحقق الشعب أن الله هو ديان، عندئذ يكفون عن أن يخطئوا .
القديس ديديموس الضرير