القديس أنطونيوس
[حدث أنني ذهبتُ إلى الإسكندرية لكي أحصل على بركة العمود المضيء، الحصن والقاعدة الراسخة للإيمان الرسولي، مسكن الروح القدس الباركليت، الذي صار قلبه عرشًا مقدسًا للضابط الكل، هذا الذي كان ثابتًا في الإيمان بالثالوث الواحد المتساوي في الجوهر، والمحبوب من ربنا يسوع المسيح، أثناسيوس العظيمابن الرسل، الذي صار شهيدًا عدة مرات بأمر الملوك بسبب الإيمان المستقيم الأرثوذكسي. ومكثتُ يومين بجواره، وتكلَّم معي في أمور الكتاب المقدس، ولأجل حلاوة كلامه العذب المحيي كنتُ أنام قليلًا، ولما كان يوقظني كان يقول لي: "يا أبّا أنطونيوس، أترك النوم الذي من هذا النوع، لأن الروح القدس قال: "إنهم يرقدون في نعاسهم ولا ينتفعون شيئًا" (مز 75: 5 حسب السبعينية)، فالذي يسهر باعتدالٍ هو الذي يفرح ويمتلئ ببهجة الحياة الأبدية، لأنّ فرح هذه الحياة ليس هو يقينًا الفرح الحقيقي، وحلاوة هذا العالم ليست هي الحلاوة الحقيقية.]