رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سُلِبَ أَشِدَّاءُ القَلْبِ. نَامُوا سِنَتَهُمْ. كُلُّ رِجَالِ البَأْسِ لَمْ يَجِدُوا أَيْدِيَهُمْ [5]. يترجمها البعض: "يضطرب جميع أغبياء القلب، ناموا نومهم؛ كل رجال البأس (الغنى) لم يجدوا شيئًا في أيديهم". إذ حاول الأشوريون وغيرهم غزو بعض البلاد من أجل الغنيمة، عوض استيلائهم على غنائم، اضطروا إلى ترك كنوزهم وما في أياديهم وهربوا، فصار ما لهم غنيمة. لقد ناموا ولم يقوموا إذ صاروا جثثًا ميتة (2 مل 19: 35- 36). اُستخدم تعبير النوم عن الموت في العهد القديم (مز 13: 3؛ إر 51: 39، 57؛ نا 3: 18). "لم يجدوا أيديهم" إذ صارت عاجزة عن حمل السلاح، سواء للغزو أو للدفاع عن أنفسهم. إنه تعبير عن العجز التام عن العمل. تشير هذه العبارة أيضًا إلى الذين وضعوا كل رجائهم في الأمور الزمنية، لكن سرعان ما تعبر حياتهم كحلمٍ رأوه وهم نيام، فاستيقظوا ليجدوا أنفسهم لم يقتنوا شيئًا. * إنهم يحبون الأمور الحاضرة، ويذهبون ليناموا وسط هذه الأمور الحاضرة عينها، فتصير لهم مبهجة، كمن يجد كنزًا في حلمٍ، فيبقى غنيًا مادام لم يستيقظ بعد. الحلم يجعله غنيًا، والاستيقاظ يجعله فقيرًا . القديس أغسطينوس * يدعو النبي الأشوريين سفهاء القلوب وجهلة، لأنهم توهموا أنهم يقووا على إله إسرائيل، وناموا حول أورشليم بنية أن يهدموا المدينة، وكان أملهم أن يغتنوا من السلب والغنائم، فأصبحوا مائتين، وصارت أياديهم فارغة مما كانوا يأملون فيه. وصار نومهم موصولًا بموتهم. الأب أنثيموس الأورشليمي * حقًا، هذه الحياة هي حلم، حلم خاص بالغنى. فعندما يبدو أنه صار في أيدينا للحال ينفد. يعبر إشعياء عن ذات الفكرة: "مثل إنسان ظمآن يشرب، وإذ يستيقظ في وهنٍ وجفافٍ" (إش ٢٩: ٨)، هكذا بالحقيقة هي ثروات هذا العالم، ما أن نبلغها حتى تتركنا. القديس چيروم * ليت نوم الإهمال ونُعاس الثروة لا يبتلعاننا... فبالحقيقة يوجد فرسان ينامون، هؤلاء قيل عنهم: "ينعس الذين ركبوا خيلًا (راجع مز 76: 6). هل يجرح الطمع قلبك؟ هل الشهوة ملتهبة فيك؟ إنك فارس نائم... كان يهوذا نعسان، لهذا لم يسمع كلمات المسيح. نعم كان يهوذا نعسان بنوم الثروة، إذ طلب أجرة خيانته (مت 26: 15). رآه إبليس نائمًا، نعم كان مدفونًا في نُعاس عميق للطمع. لقد دخل قلب يهوذا (لو 22: 3)، وجُرح الفَرس، وطرح الفارس الذي عزله عن المسيح. القديس أمبروسيوس * قال أبونا القديس أنطونيوس: [حدث أنني ذهبتُ إلى الإسكندرية لكي أحصل على بركة العمود المضيء، الحصن والقاعدة الراسخة للإيمان الرسولي، مسكن الروح القدس الباركليت، الذي صار قلبه عرشًا مقدسًا للضابط الكل، هذا الذي كان ثابتًا في الإيمان بالثالوث الواحد المتساوي في الجوهر، والمحبوب من ربنا يسوع المسيح، أثناسيوس العظيمابن الرسل، الذي صار شهيدًا عدة مرات بأمر الملوك بسبب الإيمان المستقيم الأرثوذكسي. ومكثتُ يومين بجواره، وتكلَّم معي في أمور الكتاب المقدس، ولأجل حلاوة كلامه العذب المحيي كنتُ أنام قليلًا، ولما كان يوقظني كان يقول لي: "يا أبّا أنطونيوس، أترك النوم الذي من هذا النوع، لأن الروح القدس قال: "إنهم يرقدون في نعاسهم ولا ينتفعون شيئًا" (مز 75: 5 حسب السبعينية)، فالذي يسهر باعتدالٍ هو الذي يفرح ويمتلئ ببهجة الحياة الأبدية، لأنّ فرح هذه الحياة ليس هو يقينًا الفرح الحقيقي، وحلاوة هذا العالم ليست هي الحلاوة الحقيقية.] ولما قال لي هذا الكلام جثوتُ وسجدتُ أمامه، ورجعتُ إلى مكاني مسبِّحًا الله. * إذا جاءك النوم فلا تستسلم له، لأنه مكتوبٌ في الإنجيل المقدس: "اسهروا وصلُّوا" (مت 26: 41)، ومكتوبٌ أيضًا: "كانوا نائمين ولم يكسبوا شيئًا" (مز 75: 5 حسب الترجمة السبعينية). بستان الرهبان |
|