ما دمنا نتحدث عن دور الجسد في نمو شخصية الإنسان أو تكاملها بكونه عنصرًا حيويًا في الكيان الإنساني، يلزمنا أن نشير هنا إلى ما يصيب بعض المراهقين -حتى في البلاد المتقدمة- من شعور داخلي بالذنب حين يجدون تغيرات سريعة تحدث بالنسبة لأجسادهم تصحبها عواطف جديدة ومشاعر تجاه الجنس الآخر.
يشعر المراهقون أحيانًا بالخجل من مناقشة هذه الأمور في صراحة ووضوح مع والديهم أو مرشديهم. هنا يجب أن تدرك الأسرة والمدرسة كما الكنيسة دورهم في تأكيد أن هذه التغيرات هي عطية إلهية صالحة، خلالها يودع المراهقون الطفولة، وينعمون بالنمو، ويتقبلون نوعًا من النضوج أو البلوغ يتحقق على مراحل وليس دفعة واحدة. هذه التغيرات تهيئ الجنسين لإقامة عائلات جديدة وممارسة الحياة الوالدية (الأبوة والأمومة)، متى وُجهت بروح الله القدوس، الذي لا يحطم هذا النمو الجسدي والعاطفي بل يقدسه ويوجهه للبنيان.