جاء كلمة الله المتجسد، خالق الإنسان، إلى عالمنا يشفى الأجساد كما النفوس والأرواح. لقد صنع أشفية بلا حصر، واهبًا تلاميذه سلطانًا وقوة لشفاء الأمراض باسمه (مت1:10). طلب القديس يعقوب من المؤمن في مرضه أن يستدعي قسوس الكنيسة للصلاة من أجله ودهنه بالزيت المقدس لشفاء جسده، جنبًا إلى جنب مع شفاء نفسه باعترافه عن خطاياه (يع14:5-16).
إذن، فالشاب الحيّ الذي يبغي شخصية سوية متكاملة ونامية يلزمه أن يتطلع إلى جسده كما إلى أجساد الغير في قدسية، كهيكل الرب نفسه، يهتم به ويربيه في أتزان وتقدير. لا ينظر إلى جسده كمصدر شر بل كعطية إلهية صالحة، بدونه يفقد الإنسان حياته على الأرض، من خلاله يمارس أعماله اليومية المادية والفكرية والروحية والاجتماعية والأسرية. من خلاله تعمل النفس كما الفكر والقلب في انسجام متناغم معًا، ليصدر كل عمل أو قول أو فكر أو عاطفة عن الإنسان بكليته.