31 - 01 - 2023, 01:50 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
لا طعم للجنس!
في بداية السبعينات إذ ارتبطت حركة "الهيبز" بالجنس بصورة صارخة، كنت ترى في بعض البلاد الأمريكية الممارسات الجنسية على قارعة الطريق والأماكن العامة، حتى ليخيل لإنسان أن حياة الشاب منهم قد ارتبطت مع الشابة بطريقة جنسية لا يمكن الاستغناء عنها.
سُئلت فتاة عن سبب ممارستها مع الشاب الجنس علانية، وكانت الإجابة أن هذه الصورة يمارسانها في الطريق، ولا وجود لها قط في حياتهما الخاصة في المنزل. إنها استعراض خارجي يعيشه الشباب كجماعات تجد في مظاهر الجنس ما يلفت الأنظار إليهم وما يحقق التقاءهم معًا كجماعات شبابية... وهكذا لا أقول فقد الجنس قدسيته بل حتى وطعمه البشرى والطبيعي.
أذكر فتاة سقطت مع أكثر من شاب في ليلة واحدة، وعندما عادت تائبة في صدق اعترفت أنها لم تكن تمارس الجنس لأجل ذاته ولا لاحتياج جسدي أو طبيعي إنما كانت تقوم بأدوار تمثيلية لكي تربط الشاب بها ولو إلى حين!!
ما أريد تأكيده هنا هو ظهور مشاكل جنسية في العصر الحاضر من نوع مغاير لما كان يواجهه الشباب منذ سنوات قليلة. أذكر على سبيل المثال ما قاله HarveyGCox أن الأطباء النفسانيين يرون بأن شكوى الشباب منذ سنوات كانت منصبة على معالجة ما يعانوه مما ورثوه على والديهم من كبت restrains وحرمان inhibitions، أما اليوم فيعانون من شعورهم بأن الجنس صار بلا معنى بالنسبة لهم تمامًا، ليس فيه لذة، إذ يشعر الشخص كأن الطرف الآخر غير موجود نهائيًا (3). فقد الجنس جوهره وقدسيته، فصار لهوًا بلا طعم... هذه مشكلة يواجهها الشباب، أفقدتهم حتى الإحساس بالعلاقة الزوجية والرغبة في تكوين الأسرة، أو الإنجاب.
كثيرًا ما التقيت مع بعض من الشباب في الخارج، وكانوا يتساءلون: لماذا ننجب أطفالًا؟ لماذا نلتزم بالمسئولية تجاههم؟ ما حاجتنا إليهم؟! أسئلة تدل على فقدان الإنسان طعم الحياة الأسرية وتذوق الأبوة والأمومة!
هذه صورة مبسطة تكشف عن بعض نواحي الضغوط الشديدة التي يئن منها شبابنا، تارة من داخلهم خلال عواطفهم الجسدية ونموها السريع، وتارة من الظروف المحيطة بهم مثل الأسرة أو الأصدقاء أو وسائل الإعلام بل وأحيانًا من رجال الدينهذا ما يدفعني للكتابة إليهم في حب صادق مع وضوح وصراحة، لا لانتزاعهم من عالمهم الخاص بهم، وإنما لكي يدركوا قدسية الحياة، والتزامهم بالشهادة لمسيحهم وتمتعهم بخبرة إنجيلهم المفرح خلال حياة سوية وفكر ناضج وعواطف مقدسة وسلوك روحي مبهج للنفس، دون كبيت أو حرمان.
ليت روح الله القدوس يكشف لنا كيف يلتقى البالغون مع الصغار كأعضاء مقدسة في الجسد الواحد، كل له فاعليته ورسالته وحيويته، فيعيش الكل بروح متناغم معًا كسيمفونية حب تحمل نغمات متنوعة دون تنافر. هذه هي الحياة الجديدة التي لنا في المسيح يسوع مخلص الجميع وصديق كل أحد.
|