رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحمد لله نَحْمَدُكَ يَا اللهُ. نَحْمَدُكَ وَاسْمُكَ قَرِيبٌ. يُحَدِّثُونَ بِعَجَائِبِكَ [1]. نحن هنا أمام مشهد عبادة ليتورجية (جماعية كنسية) تقدم أمام الله بجوار الهيكل أو المقدس. وقد تطلعت الجماعة إلى الله القادم ليدين الأشرار المقاومين لها، وكأنها تردد: "هوذا اسم الرب يأتي من بعيد، غضبه مشتعل، والحريق عظيم. شفتاه ممتلئتان سخطًا، ولسانه كنارٍ آكلة" (إش 30: 27) وأيضًا: "يقوم الله؛ يتبدد أعداؤه، ويهرب مبغضوه من أمام وجهه" (مز 68: 1). صارت الجماعة قادرة أن تسمع صوت الديان القادم للدفاع عنها، وترى أعماله الخلاصية العجيبة. تحركت كل مشاعرهم بالحمد والتسبيح لعظمة الله المدافع عن المساكين والضعفاء المظلومين. * تكرار "نعترف لك" يشير إلى تزايد اشتياقه إلى شكر الله ورغبته فيه وأيضًا الاعتراف لله يجب أن يكون بالنطق بالتسابيح واجتناب المعاصي، مع فعل الأعمال المرضية له. أيضًا يشير إلى أن الاعتراف صنفان: اعتراف بما أذنبنا به، واعتراف بالشكر على ما أحسن الله به إلينا. ويشير إلى ملازمة الشكر... "ندعو باسمك" الذي يُعيِّره الأعداء، كما نُدعى نحن مسيحيين، أي نُدعى باسم ربنا يسوع المسيح. الأب أنثيموس الأورشليمي * لا تدعوا اسمه قبل أن تعترفوا (تحمدوا)؛ اعترفوا ثم ادعوه... متى دُعي بواسطتكم، بمعنى إن دُعي إليكم إلى من يقترب؟ إنه لا يقترب إلى الإنسان المتكبر. عالٍ هو بالحقيقة، ولا يقدر أن يقترب إليه من يرتفع (متشامخًا). فلكي يمكننا الاقتراب من الأمور العلوية نرتفع، فإن لم نستطع بلوغها نتطلع إلى أدوات تساعدنا أو قادة حتى نرتفع ونبلغ إلى الاقتراب من الأمور العلوية. على العكس فإن الله عالٍ والمتواضعون هم الذين يقتربون إليه. مكتوب: "قريب هو الرب من المنكسري القلوب" (مز 34: 18). انكسار القلب هو التقوى والتواضع. من ينسحق يغضب على نفسه. ليغضب (الإنسان) على نفسه ليجعل الله رحيمًا عليه. ليكن ديانًا لنفسه، فيجعل من (الرب) مدافعًا عنه. عندئذ يأتي الرب عندما يُستدعى. إلى من يأتي الرب. لا يأتي إلى المتشامخ... لهذا اعترف وعندئذ أدعو الله. بالاعتراف يتطهر الهيكل الذي إليه يأتي الرب عندما تدعوه. اعترفوا وادعوه. ليته يصرف وجهه عن خطاياكم، ولا يصرفه عنكم. يصرف وجهه عما تفعلوه، ولا يصرف وجهه عما عمله هو، فإنك أنت كإنسانٍ هو خلقك، أما خطاياك فهي من عملك أنت . القديس أغسطينوس هكذا إذ نعترف لله سواء عن خطايانا أو عن مراحمه ورعايته، نتمتع بروح التواضع، فيقترب إلينا، ونقترب نحن إليه، ونشعر بحضوره في وسطنا كما في داخلنا. وبحضوره نختبر عجائبه فينا، ونشهد لها بكل وسيلة "يحدثون بعجائبك". * "ونحمد اسمك" [١]. اسم الله هو "الآب". هذا الاسم لم يكن معروفًا في الأزمنة الماضية، إذ يقول الرب: "أيها الآب...أنا أظهرت اسمك للناس" (يو ١٧: ٥-٦). كل ابنٍ يحمل بالحق اسم أبيه . القديس چيروم |
|